أقرّ مجلس الوزراء الذي انعقد بحجة “الضرورة”، سلفة 62 مليون دولار للكهرباء بالإضافة إلى 54 مليون دولار لصيانة معملي الزهراني ودير عمار. جميعنا يعلم كيف تكون سلف الخزينة عادة في لبنان، وأكبر دليل على ذلك عجز خزينة الدولة من الكهرباء، الذي فاق الـ44 مليار دولار.
ما بدا لافتاً، أن هذه السلفة استفزت كما جميع اللبنانيين، أهل البيت الواحد، فأتت الردود من الداخل، و”شهد شاهد من أهله”.
الوزير السابق فادي عبود، الذي كان من حصة التيار الوطني الحر في حكومتي الرئيس سعد الحريري في العام 2009 ونجيب ميقاتي في العام 2011، طرح هذه الأسئلة، التي سنعيد بدورنا طرحها.
يقول عبود، “حسب حمولة الباخرتين المحملتين بالفيول والمبلغ الذي أقره مجلس الوزراء $62 مليون، الظاهر أن سعر الطن من الفيول يقارب الألف دولار، وأسعار بورصة الفيول معروفة بحوالي $700، وإذا أضفنا الشحن، ما زلنا بعيدين عن الألف! ربما توجد مصاريف نحن لسنا على علم بها رجاءً اشرحوا لنا التركيبة”.
يتابع، “ما هي نوعية الفيول المستورد؟ نسأل بسبب عدم نشر المعلومات عملاً بقانون الحق في الوصول الى المعلومات الذي أقرّ خصيصاً لأن التهرب منه سهل جداً. هل نستورد ” very low sulfur fuel oil”، نتمنى نشر النوعية والكمية ليتمكن كل لبناني الاطلاع على الأسعار والنوعية. الشفافية أساس مكافحة الفساد”!.
يكمل موضحاً، “استوردنا 66000 طن بـ62 مليون دولار، وسعر الطن لأفضل نوعية أي VLSFO دون $700 حتى إذا أضفنا الشحن لا يزال السعر مرتفعاً، نتمنى التوضيح”، سائلاً، “هل يعلم أحدكم إذا كان كل الفيول المستورد نفس النوعية؟ أم نوعية لدير عمار والجية ونوعية أخرى للمعمل القديم في الذوق”؟
من المفيد أن يشعر بـ”الضياع” شخصيات من أمثال الوزير عبود، وهو صناعي معروف، فماذا عن اللبنانيين الذين يتكبدون الخسائر في أزمة هي الأسوأ في تاريخهم، من دون أن يروا “بصيص” نور، ومتى تنتهي مهزلة الكهرباء وفسادها وتجاوزات القيمين عليها؟
ملاحظة أخوية، لا تنسوا غداً، عندما تخرجون في مقابلاتكم الإعلامية أن تقولوا “القوات عرقلونا”.