حاوره جورج حايك
الموقف السنّي السيادي يمثّله خير تمثيل النائب بلال الحشيمي، لا يساوم على منطق الدولة ولا على القانون والعدل وحسن انتظام المؤسسات الرسمية. يشعر الحشيمي بوجع الناس مع ارتفاع سعر صرف الدولار والمحروقات في ظل تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية إنقاذي سيادي، وقد أطلق صرخات عدة في هذا الحوار عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني.
•هل أنت مع استمرار النواب التغييريين في اعتصامهم أو الاتفاق مع الآخرين على انتخاب رئيس؟
– أظن أن اعتصام بعض النواب التغييريين هو رسالة بأننا نحتاج إلى انتخاب رئيس، بل هو صرخة بضرورة انعقاد المجلس النيابي على نحو متواصل حتى انتخاب رئيس بصرف النظر عن أي شيء. كان لديّ عتب أن تُنسّق الخطوة أكثر بحيث تضم عدداً أكبر من النواب كي لا تكون ناقصة، علماً أنها شهدت تضامن أكثر من 30 نائباً معارضاً. نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس لا ورقة بيضاء أو ملغاة. المؤسف أنه لدينا مشكلة بانتظام عمل المؤسسات، وتبدو منهارة من الناحية السياسية والخدماتية، وبالتالي لا يمكن التخفيف من معاناة الناس إلا بانتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس جمهورية ثم تكليف رئيس حكومة ليشكّل حكومة تجد الحلول المناسبة وترفع معاناة الشعب.
• الإضافة إلى ميشال معوض، من هي الأسماء التي تجد فيها مواصفات الرئيس الإنقاذي؟
– ميشال معوض يمتلك هذه المواصفات، وأظن أنه يمثّل القسم الأكبر من المعارضة، لكن هناك أيضاً أسماء مثل صلاح حنين ونعمة افرام وقائد الجيش العماد جوزف عون. تفضّلوا إلى انتخاب الاسم المناسب لأن الأهم أن يكون شخصية لديها رؤية لإنقاذ الوضع.
• كيف تصف تعاطي حزب الله وحلفائه مع الاستحقاق الرئاسي والورقة البيضاء؟ وماذا ينتظرون؟
– حزب الله وفريق 8 آذار يريدون شخصية مثل ميشال عون واميل لحود، كي يحافظوا على حضورهم في السلطة، هم لا يُناسبهم شخصية مستقلة ومنفتحة، إنما يريدون شخصية ولاءها الكامل لهم. لا يمكننا القبول بالتمديد للنهج الذي كان سائداً في عهد عون. هذا الموضوع يجب أن يتغيّر. لا يمكننا القبول برئيس معادٍ للعالم العربي، فيصبح لبنان مثل جزيرة منفصلة عن محيطه العربي وخصوصاً الخليجيين. البلد بحاجة إلى عملية إنقاذ، لا يمكننا القيام بها منفردين إنما بمساعدة الدول الصديقة والخليج، هم مستعدون لكن شرط أن ننتخب رئيساً تكون مهمته الرئيسية الإصلاح وشفافية العمل والمحافظة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين أي ما نصّ عليه اتفاق الطائف.
•هل تؤيّد عدم ترشيح اسم فعلي والاكتفاء بعناوين وشعارات كما يفعل بعض النواب السُنّة؟
– كلا أنا أنتخب ميشال معوض، ولست مع ورقة ملغاة أو التصويت بورقة بيضاء. الناس أعطتني الثقة حتى أساهم برفع المعاناة، وهذا لا يتم بواسطة الورقة الملغاة أو ورقة بيضاء. فلينتخبوا أي اسم لكن لا يجوز تعطيل اللعبة الديمقراطية وروحيّة الدستور!
• إلى ماذا تحتاج الساحة السنيّة؟
– بحاجة إلى تكاتف النواب السُنّة مع بعضهم البعض، لأنه ليس خافياً على أحد أنه بعد تعليق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لعمله السياسي حصل بعض التشتت في الطائفة، ما أثّر عليها سلباً، وهذا ما ظهر في عمل اللجان النيابية المشتركة، فكان النواب مهمّشين كلياً، علماً أن السنّة تاريخياً كان لهم اليد الطولى في المحافظة على العيش المشترك والسلم الأهلي. إن الانتخابات النيابية أنتجت نواباً مستقلين ربما يحتاجون إلى وقت كي يتعارفوا ويتكاتفوا مع بعضهم البعض. صحيح نحن متفقون حول عناوين كبيرة لكن في عملية انتخاب الرئيس يبدو لكل نائب رؤية مختلفة عن الآخر: قسم منهم ينتخبون ميشال معوض وأنا واحد منهم، وقسم آخر “لبنان الجديد”، وقسم اختار الورقة البيضاء. أتمنى أن نوحّد الرؤية في المستقبل القريب. علماً أنه إذا كان هناك أجواء اتفاق على اسم واحد بين جميع القوى “سيمشي” به النواب السنّة.
– ما الحل برأيك في ظل أوضاع البلد التي لا تسمح بترف التعطيل؟
– يجب أن تكون هناك جلسات متواصلة ليلاً ونهاراً لانتخاب رئيس لأننا فعلاً نعيش هستيريا معيشية واجتماعية، كذلك قرارات القاضي طارق البيطار قد تؤدي إلى تأزم الوضع أكثر، لذا ليس مسموحاً الشغور في المؤسسات، والشعب يعاني الأمرين من الفقر وعدم وجود الطبابة والأدوية والمدارس وتشرذم على كل الصعد.
•هل تخاف من انفجار اجتماعي ممكن أن يؤدي إلى بلبلة أمنية؟
-أعتقد أن الوضع يتأزم كلما ارتفع سعر صرف الدولار ولا سقف لديه، نعم أنا خائف من انفجار اجتماعي كبير! لا نريد لبنان ثقافة الموت والميليشيات وعدم قبول الرأي الآخر، إنما ثقافة الحياة والأمل والعلم والتطوّر.
• يبدو الخارج غائباً عن لبنان وأزماته، هل هذا الأمر سيطيل أمد الفراغ ويعرّض لبنان إلى هزّات قد تكون حرباً إقليمية أو انفجاراً اجتماعياً أو توتراً سياسياً؟
– الدول الصديقة للبنان لن تتركه كي يصل إلى هذا الدرك وخصوصاً السعودية التي تقف دائماً إلى جانب لبنان، لكن في الوقت الحاضر علينا أن نجتمع في المجلس النيابي ونتفق على رئيس كي يساعدنا الخارج، فلنقم بواجبنا على الأقل، ونختار شخصية هدفها بناء البلد ولا تسمح للقوى غير الشرعية بالهيمنة على البلد، ولا يجوز أن نستمر بنهج تعطيلي “لغاية في نفس يعقوب”، وربما تكون خطتهم أن نصل إلى فقدان الأمل والاستسلام لهم كي ننتخب رئيساً يريدونه كما في العام 2016، علماً أنه إذا حصل ذلك سنستمر في الانهيار ونفقد كيان الدولة وتسيطر الميليشيات.
• ما رأيك بعودة القاضي بيطار وادعائه؟
– الخطوة التي قام بها البيطار ليست سهلة، ونحن نريد الحقيقة، ونريد أن نعرف من ارتكب هذه الجريمة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 220 شهيداً. ما حصل كبير جداً ولا يُمكن أن تُطمس الحقيقة، هناك حقوق للناس التي استشهدت وحقوق لذوي الشهداء، ويجب أن تكون هناك محاسبة في هذا الموضوع.