مساء الأربعاء، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الصرح البطريركي. وظهر أمس الخميس، حط في بكركي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. أوساط الصرح تصرّ على التأكيد لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، على أن لا رابط بين المحطتين، وتوضح أن الموعدَين حُددا منذ أيام، بناء لطلب من باسيل وفرنجية، ومن دون تنسيق مسبق بينهما وصودف أنهما حصلا على مسافة ساعات فقط.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لموقع القوات، فإن الملف الدسم، الذي بُحث مع الضيفين في الصرح، هو ذاته، وعنوانه “رئاسة الجمهورية”، خصوصاً أن الخلافَ بين كل من باسيل وفرنجية حول هذا الاستحقاق، من جهة، ورغبةَ كل منهما في الوصول إلى بعبدا، من جهة ثانية، يلعبان دوراً كبيراً “سلبياً” في إتمام الانتخابات.
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كان خلال اللقاءين مستمعاً أكثر منه متكلّماً، إلا أنه كرر على مسامع ضيفَيه ضرورةَ التوصل الى حلّ ما، لوضع حد للشغور وللخروج من هذه الوضعية التي باتت مكلفة للبنان عموماً وللمسيحيين خصوصاً، والمهمّ بالنسبة إلى “سيد الصرح”، إنجاز الاستحقاق الذي من دونه سيستمر الانهيار، وليس المهم اسم الرئيس العتيد.
رئيس “لبنان القوي” لا يزال حتى الساعة، وفق المصادر، رافضاً لانتخاب الزعيم الزغرتاوي لافتقاده الدعم الشعبي والنيابي الواسع، ولانتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون أيضاً، وهو يراهن، بحسب ما يُستشفّ من مضامين مداولاته مع الراعي، على متغيرات في الداخل وفي الخارج، يُمكن أن تقوده في نهاية المطاف إلى بعبدا أو أن تجعل منه صانعَ الرؤساء، أي أن يتمكّن من إقناع حزب الله باسم رئيسٍ يختاره هو، ومن بين الأسماء التي يطرحها جهاد أزعور وزياد بارود.
كما أن باسيل لا يزال يحاول دفعَ البطريرك الماروني إلى الدعوة إلى حوار مسيحي ـ مسيحي في بكركي. وهو يتطلع إلى أن تكون هذه المناسبة فرصةً ليقابلَ رئيسَ حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يرفض استقباله بعدما جرّب الحوارَ والتفاهمَ معه ودفع (أي جعجع) ثمن مرونته هذه. كما يريد أيضاً، من هذه الدعوة، وفق المصادر، حشرَ جعجع ومحاولة تصويره على أنه يعرقل الاستحقاق، لمعرفته أن رئيس القوات رافضٌ للحوار الطائفي الطابَع، بما أن الازمة في رأيه ليست مسيحية ـ مسيحية وبما أن باسيل ليس “على قدّ كلمتو” كما أسلفنا.
أما فرنجية، تتابع المصادر، فأبلغ البطريرك بأنه ينتظر الوقت المناسب ليعلن ترشيحه وأنه ضحّى في السابق لصالح الرئيس السابق ميشال عون ويُفترض على الأخير اليوم أن يرد له الجميل، عبر تكتل لبنان القوي، فيقترع له أو يحضر جلسة انتخابه ويؤمن النصاب لها، فتنتهي أزمة الشغور. وتكشف عن أن “زعيم بنشعي” قال للراعي إنه إذا أمّن 65 صوتاً فيجب ألا يكون من مانع أمام انتخابه، لأن مِن ضمن هذا السكور، نواباً مسيحيين و”ما في مسيحيين بسمنة ومسيحيين بزيت”، كما أن غطاء بكركي لترشيحه كافٍ لاعطائه “الميثاقية” المطلوبة في نظره.
واذ تلفت إلى أن سيد الصرح لم يستسغ هذه المعادلة كثيراً وأنه، أمام ما سمعه من ضيفيه، يقف في موقعٍ لا يُحسد عليه، تشير المصادر إلى أنه أجرى ولا يزال، اتصالاتٍ على الخطين المحلي والدولي لكسر المراوحة الرئاسية السلبية. وتوضح أن القوات وحزب الكتائب اللبنانية ليستا بعيدتين أبداً من أجواء بكركي، وهما على تنسيق وتواصل مستمرين مع الراعي وتعتبران نفسيهما الأقرب إلى توجّهات الصرح، بما أن الحزبين يقومان عبر نوابهما، بواجباتهما الدستورية والوطنية في شكل كامل لا غبار عليه.