!-- Catfish -->

العويل لن يُفيد

نعم، العويل لا يُفيد شعوباً يحكمها حفنة من القمعيين الفاقدين للأخلاق والإدراك والضمير الإنساني، فالعويل سلاح المُصاب والمُتألّم لإسماع صوته لمن يهمّه أمره ويرعى مصالحه، ومناداة المتألّمين، يهرع لها الإنقاذيون. أمّا عويل الشعب اللبناني فلا مَسْمع له عند أولياء السلطة والمتسلّطين عليها، لأنهم أصمّوا آذانهم لصراخ ضحاياهم واقترفوا كافة الجرائم بحقهم.

مغتصبو السلطة ودويلتهم الغازية للبنان، تحسب الشعب اللبناني سبايا ورهائن بخدمة مشروعها الايديولوجي الديني وحجارة ثمينة لتدعيم مفاوضها بورقةٍ إقليمية مهمة.

عويل الناس عند المسؤولين الحقيقيين دويٌ، أمّا لدى هؤلاء فترطيبٌ لعطشهم للسلطة ولشدقهم بالخطيئة، فتراهم يتنقّلون من ملف سلبٍ لودائع الناس، من خلال استدانة الدولة من المصارف وهدرها المال على زبائنيتهم، إلى ملف مصادرة مؤسسات الدولة لحماية تجاوزاتهم، إلى ملف حجز الجمهورية ورئاستها لتأمين استمراريتهم، إلى ملف تفجير التحقيق في جريمة انفجار المرفأ لتهريب أزلامهم، إلى ملف تمرير ضوابط مالية وخطط تعافٍ لمصادرة ما تبقّى من أموال الناس المحفوظة في خزائنهم، إلى ملف الرهان على الاكتشاف النفطي والغازي لوضعهم اليد عليه مُسبقاً.

يستخدمون النكران من أجل النفاد بمنهجيتهم الفاشلة والفاسدة والتدميرية، فيُجهّلون المُسبِّب لانهيار البلاد والسبب لإغراق الوطن في جهنّم، ويستعملون صراخ الناس وآلامهم للضغط على المجتمع الدولي لتزويدهم ببعض الأموال تحت حجة فك بعض العقد عن رقاب الناس منعاً لاختناقهم.

الصراخ والعويل مُفيد لكنه لا يؤتي بالتغيير، إلا بتوحيد الكلمة والموقف ضد السلطة المُمانعة المُغتصبة للدولة اللبنانية. وتحرير لبنان لا يتحقّق الا بالنجاح بالخروج من التموضع القاتل الذي وضعنا فيه محور المُمانعة. فالتأقلم مع الخطأ خطيئة، والاستسلام للتخلّف جريمة، والتراجع أمام الاتهامات فبركة الضعيف، والحلول متاحة، والقبول بانغلاق الافق ممنوع، والقرف في النضالات مقتل للقضية.

الصراخ الشعبي اليومي الذي يعلو للمطالبة بالارزاق والودائع والحقوق المدنية وبالحقيقة والعدالة، يعلو  بوجهه فجور هؤلاء المُرتكبين والمُجرمين والمُسبّبين والمُقصّرين، وصراخ الشعب يهدف للتحرّر من سطوتهم، وفجور الخطف هدفه حجز الرهينة داخل مربّع الاستسلام، منعاً للمبادرة.

يتهموننا بكل صلافة بكل أنواع الخيانة لأننا نرفض تسليمهم البلاد والعباد، ونرد عليهم، نؤمن بلبنان الشراكة والحياد والحرّيات والتطور والحضارة، وبما انكم تمنعونه للقيام لإيمانكم بدويلتكم وايديولوجيتكم المتخلّفة ونفاقكم القمعي وإجرامكم المتعمّد، فامضوا بما ترونه مناسباً لكم لأنكم تفتقرون للجرأة بالاعتراف بأن مشروعكم دمّر أربع دولٍ عربية، لكن جرأتنا تدفعنا لنقول لكم، حلّوا عنّا.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل