“هوبرة”.. بهذه الكلمة تصف مصادر سياسية معارضة مواقفَ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الأحد الماضي. وتقول لموقع القوات اللبنانية الالكتروني إن الرجل فَقدَ، في شكل واضح، السيطرةَ على الملف الرئاسي. من هنا، فإنه يضرب خبط عشواء ويطلق مواقف لا تُصرف في أي مكان، لا في السوق المحلي ولا في الأسواق الإقليمية والدولية.
مصيبة رئيس “لبنان القوي” أن حزب الله لن يدعمه في السباق إلى الكرسي الأولى، والحزب ماضٍ في مساندة مرشحه ـ غير المعلن حتى اللحظة ـ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. حتى إن الضاحية، إذا عدلت عن تأييد الزعيم الزغرتاوي، فذلك لن يكون لصالح دعم باسيل ولا بالضرورة لصالح رئيسٍ يختاره الاخير، بل لصالح “مرشّح التسوية” الذي يحظى برضى فرنجية أولاً، وبرضى الأقطاب المحليين الذين يتفق معهم الحزب، مِن رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
الحقيقة المزعجة هذه، التي تأكّد منها باسيل في اجتماعه الأخير مع وفد حزب الله في ميرنا الشالوحي، دفعته إلى رفع السقف، الأحد، تتابع المصادر، إذ هدد، في كلامٍ موجّه إلى الضاحية قبل سواها، بإعلان ترشّحه رسمياً للانتخابات.. هذا هو الخيار الوحيد الذي بقي في جعبة باسيل بعدما صال وجال على القوى المحلية وعلى العواصم العالمية من الدوحة إلى باريس، وهو يعكس كم أنه بات في موقع حرج، ويدل على أنه محشور “رئاسياً” إلى حد الإفلاس.
فهل يظن رئيس “الوطني الحر” فعلاً، أن هذا الترشيح سيُحرج الحزب؟ اجراءٌ كهذا سيخدم الأخير، إذ إن ترشيح باسيل نفسَه سيكون مثابة “رصاصة الرحمة” التي يُطلقها هو على رأسه في المعركة الرئاسية. فأيّ من حلفائه لن يقترع له، لا الحزب ولا سواه، وسيؤكد “السكور” الذي سيناله الرجل، أنه بعيد جداً من جمع الرقم المنشود للفوز، هذا إذا تمكّن من رص صف أهل بيته “البرتقالي” النيابي طبعاً، ومن توحيدهم للتصويت باسمه في صندوقة الاقتراع. أما إذا قرر الحزب الاقتراع له، فذلك سيحصل لبضعة جولات ليُثبت له أنه غير قادر على الخرق، وبعدها، ستكون الضاحية بحلّ من دعم رئيس التيار.
تهديد باسيل “مُضحك” إذاً، تقول المصادر. أما هجومه على قائد الجيش العماد جوزيف عون، فليس إلا دليلاً على أن رئيس تكتل لبنان القوي “يشعر بالسخن” من توسّع رقعة الإجماع السياسي، المحلي والخارجي، حول اسم العماد عون، وقد بدا مثيراً للسخرية أن يعمد باسيل ـ المُدرَج اسمه على لائحة العقوبات الاميركية لضلوعه في عمليات “فساد”، إلى اتهام قائد الجيش بالفساد ـ في محاولة لتلطيخ صورته أمام الرأيين العامين الداخلي والدولي، وبالتالي تقليص حظوظه في الوصول إلى القصر.
على أي حال، المعطياتُ كلّها تؤكد أن الدوران في الحلقة المفرغة رئاسياً، سيستمر، فالضاحية حتى الساعة، تحاذر انتخابَ فرنجية من دون تأييد مسيحي له، وهي رافضة أيضاً للسير بمرشح “تسووي” بما أن ايران المحشورة، لا تزال تحبس الرئاسة اللبنانية كورقة تفاوض في جعبتها، تُشهرها في وجه الغرب. وطالما أن هذا الواقع السلبي على حاله، فالشغور باق ومعه الانهيار الاقتصادي والمعيشي، تقول المصادر.