“الحزب” في الرابية… علاقة لا تحالفية ولقاء عواطف وشعر

حجم الخط

يتجه وفد من حزب الله الى الرابية اليوم الخميس، للقاء الحليف “الأصيل” الرئيس السابق ميشال عون بعدما تدهورت العلاقة مع الوكيل النائب جبران باسيل ووصلت الى حدود غير مسبوقة من العنف السياسي والخطابات عالية السقف مع تلويح أوساط الفريقين بالاستعداد للتخلي عن تفاهم مار مخايل.

المحلل السياسي علي الأمين، يشير عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، إلى أنه “لا طالما شددنا على أن المشهد الذي رأيناه بين حزب الله والوطني الحر يبقى تحت سقف العلاقة المستمرة، ولا شك أنه كان ثمة محاولة من التيار لتحسين الشروط وتأكيد واقع غير موجود وهو أن علاقة تحالفية تجمع الطرفين”.

“العلاقة لم تكن يوماً تحالفية بين الفريقين”، وفقاً للأمين الذي يؤكد أن “الدليل على ذلك أن التيار الوطني الحر التزم بكل موجبات القرارات الأساسية من السياسة الاستراتيجية والدفاعية والقضايا المحورية الأساسية على المستوى الأمني، وأتاح للحزب التحكم والسيطرة بالكثير من المفاصل الأمنية ومفاصل الدولة، وكان ملتزماً بكل التوجهات والاستراتيجيات التي حددها الحزب دون سواه. وبالمقابل لم نرَ أياً مما وعد به عون، حتى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي أوردها في خطاب القسم الرئاسي، يُطبق، وهذا مؤشر على أن الحزب هو من يقرر المسار”.

ويضيف الأمين، “الحزب يعتقد أنه بمجرد إيصال عون الى رئاسة الجمهورية وتعطيل البلد سنتين ونصف السنة قدم كل ما هو مطلوب منه، ولا شك أن الحزب لا يريد الانقلاب على العلاقة لكنه يريدها تحت سقف حساباته واستراتيجياته، والتيار عليه الالتزام بهذه الموجبات، ومن هنا لم يتبن مطالب التيار على الأقل بترشيح باسيل”.

ويرى أن “الالتفاف من قبل الحزب اليوم يصب في أنه على التيار الاعتياد على هذا الواقع وفي الوقت عينه السماح له بالاعتراض لأن هذا الامر ضروري ليبقى لجبران باسيل حضور على المستوى المسيحي”.

ويعتبر أنه “لا شك أن لحزب الله بعد ميشال عون أبواب متعددة داخل الساحة المسيحية. والحاجة الملحة التي قام عليها تفاهم مار مخايل عام 2006 لم تعد نفسها اليوم، فخيارات الحزب توسعت وبات لديه اختراقات في الساحة السنية والمسيحية وفي كل الاتجاهات، ولم يعد هناك جبهة كـ14 آذار في السابق التي تطلبت منه انشاء تحالف متماسك”.

ويلفت إلى أن “كل الدوافع التي جعلت حزب الله يعقد التفاهم تراجعت ولكن ليس الى الحد الذي يجعله ينقلب على التيار إنما يضع العلاقة في حجمها”. ويرى أنه “لا يناسب حزب الله تبيان أن هناك قطيعة مع التيار إنما ثمة علاقة ولكن ليس الى حد الاستجابة لما يريده باسيل ولن يفرط بعلاقاته العديدة لأجله”.

“سنسمع شعراً طويلاً اليوم وعواطف ولكن بالسياسة لن نسمع شيئاً عن تحول أو تغيير أو تبني لخيارات التيار، إنما مديح بعون وشعارات التفاهم المستمر والدائم والحرص عليه”، وفق ما يجزم الأمين.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل