رصد فريق موقع “القوات”
مع انسداد الحلول الداخلية وغياب أي بادرة أمل بالإفراج عن الاستحقاق الرئاسي في ظل تعطيل فريق محور الممانعة للانتخابات الرئاسية، وفي ظل الخلاف الحاصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يعمق من جراح الملف الرئاسي، تتجه الأنظار نحو لقاء باريس الخماسي الذي تستضيفه باريس من أجل لبنان بعد غد الاثنين، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، في سياق حث المسؤولين اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
ويأمل البعض من أن يشكل لقاء باريس وبما سيصدر عنه من مواقف حلحلة على الصعيد الداخل اللبناني المرير والذي ينذر بأن لبنان ينحدر نحو الهاوية أكثر فأكثر في ظل عدم اكتراث الطبقة الحاكمة لشؤون البلاد وتسيير أمور شعبه.
وفي السياق، يقول مصدر دبلوماسي عربي في بيروت لـ”الشرق الأوسط”، إن اللقاء في باريس لن يدخل في نقاش الأسماء المتداولة للمرشحين للرئاسة، وإن البيان الذي سيصدر عنه في ختام أعماله سيكون بمثابة خريطة طريق للنواب لانتخاب رئيس للجمهورية يُمهد الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي كانت وراء انهياره.
ويلفت الدبلوماسي العربي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أن الممر الإلزامي لإنقاذ لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً عربياً ودولياً، ويؤكد أن البيان الختامي سيكون نسخة عن المواقف العربية والدولية التي صدرت في الأشهر الأخيرة، وذلك بتحديد مواصفات الرئيس العتيد الذي يُفترض التعامل معه من زاوية أنه يتوجب على الكتل النيابية أن تشاركه في تحمُّل الهموم كأساس لتوفير الحلول لها، بدلاً من أن تلقي عليه تبعاتها، كأنها غير معنية بالتأزُّم الذي يحاصر البلد.
ويقول إن البيان الختامي سيكون بمثابة تجميع للمواقف العربية والدولية الخاصة بلبنان، بدءاً بالقمة التي عُقدت في المملكة العربية السعودية بين ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مروراً بالمبادرة الكويتية المدعومة من جامعة الدول العربية والقمة الخليجية التي استضافتها السعودية، وانتهاءً بالبيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية على هامش انعقاد الجمعية العمومة للأمم المتحدة.
من جهتها، أشارت مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية إلى أن الاجتماع هو في جوهره إشارة إلى اللبنانيين بأنّ لبنان لا يزال ضمن دائرة اهتمام أصدقائه، وحرصهم على إخراجه من أزمته المعقّدة، لكن الأهم في هذا السياق، هو انّ هذه الجدّية التي يبديها أصدقاء لبنان حياله، والتي تعكس في جوهرها إصراراً على انّ انجاز الملف الرئاسي في لبنان على وجه السرعة، هو بمثابة فرصة جديدة وثمينة لأن ينخرط في مسار الاستقرار السياسي والانفراج الاقتصادي، ينبغي ان تُقابل بجدّية من الجانب اللبناني، وتوجّه صادق نحو التوافق على رئيس للجمهورية ايًا كان هذا الرئيس”.
وردًا على سؤال آخر، لم تستبعد المصادر الدبلوماسية من العاصمة الفرنسية عبر “الجمهورية”، ان تلي اجتماع باريس زيارات لموفدين إلى لبنان، تندرج في ذات المسعى الدولي، وحمل القادة في لبنان على التفاعل الإيجابي ما يقرّره الاجتماع. وقالت، “أزمة لبنان صارت بالغة الخطورة، والشعب اللبناني يائس وبائس، وأصدقاء لبنان كما هو واضح يقفون إلى جانب لبنان، ولن يتركوه، وعلى القادة اللبنانيين الّا يتركوه يغرق اكثر في معاناته الصعبة، وآن الأوان لكي يتحمّلوا مسؤوليتهم وينتخبوا رئيس الجمهورية”.
توازياً، ترصد مصادر سياسية تريثاً بحركة الاتصالات والمشاورات الداخلية لتحريك مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل استمرار الانقسام الحاصل بين الأطراف السياسيين الأساسيين، وتشبث كل فريق بموقفه، وعدم التوصل الى تفاهم على مرشح توافقي مقبول من معظم الأطراف السياسيين، بالرغم من عروض أسماء المرشحين الرئاسيين التوافقيين الذين تم التداول بأسمائهم في الآونة الأخيرة من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مع حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري واطراف آخرين، ولم يقابل بردود نهائية بهذا الخصوص حتى الان، ما يعني الاستمرار في الدوران بدوامة تعطيل الانتخابات الرئاسية حتى إشعار آخر.
وتضيف المصادر عبر “اللواء”، بينما البعض ينتظر ما سيسفر عنه لقاء باريس الخماسي الاثنين المقبل، بما يخص الانتخابات، وما اذا كانت النتائج ستؤدي الى اختراق جدي بملف الانتخابات الرئاسية، بفعل ضغوط او تدخلات فاعلة، ولا سيما من الدول المؤثرة، كالولايات المتحدة، يتريث البعض الآخر، ويتخوف من استمرار احتجاز ملف الانتخابات الرئاسية من قبل حزب الله وحلفائه ضمن مصالح ايران، في الصراع الدائر مع واشنطن والغرب عموماً، ما يعني ان ازمة الانتخابات الرئاسية ستكون طويلة بحال لم تتبدل المواقف، ويتم تسهيل اجراء الانتخابات الرئاسية بالنهاية.