مآسي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أدمت القلوب، فهبّت دول العالم إلى إغاثة الضحايا، وتقديم كل المساعدات الإنسانية للملمة الجراح في البلدين.
لبنان الذي عاش تداعيات أكثر من هزة عقب الزلزال، استنفرت أجهزته الإغاثية والانقاذية والأمنية، وتوجهت نحو البلدين، على الرغم من ضيق أحوالها وقلة عناصرها، لأن أهل هذا البلد يأبون إلا أن يكونوا جزء بل في الصفوف الأمامية في الحالات الإنسانية، حتى لو كانت إمكانياتهم خجولة.
لكن المُستغرب والذي سجّل اعتراضات عدة هو تحرُّك هذه السلطة الحاكمة عبر إرسال وفد وزاري إلى سوريا بحجة وضع الدولة اللبنانية في خدمة الشعب، والوقوف عند احتياجاته. فتوجه الوفد إلى سوريا وبدل تفقُّد الشعب، حطّ في بيت الشعب، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد ليخرج من هناك بصورة “ابتسامات” وخلاصة إعلامية، “التوافق وضرورة التعاون بين البلدين”.
هذه الخطوة التي لم يستسغها كثيرون في لبنان، والذين اعتبروها استغلالاً للأزمة الإنسانية لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، مفضلين لو أن المساعدات خرجت عن طريق المطار للشعب مباشرة عبر الجمعيات الإغاثية، تبعتها عبارات إنسانية رنانة على لسان رئيس التيار الوطني جبران باسيل، الذي لم يخجل من استغلاله للمصيبة، فكرر مطالبته بإعادة العلاقات مع سوريا، باعتبار أن الظرف الإنساني يفرض ذلك.
النائب أشرف ريفي يوضح، أن “لا حدود للمساعدة الإنسانية وهذا واجب علينا بلا أي شروط، لكنني أعارض تماماً أي حراك سياسي وأي تطبيع للعلاقات مع النظام السوري قبل إنهاء النقاط الخلافية بيننا وبينه وإعادته للجامعة العربية”.
ويشير، خلال حديث لموقع “القوات” الالكتروني، إلى أن “الطبقة السياسة الحاكمة الحالية لا تُمثّل ضمير كل اللبنانيين، بل بيئة معيّنة، وهذا الفريق لم يقطع أساساً علاقاته مع النظامَين السوري والإيراني، لذلك نُدين أي بُعد سياسي ونؤيد أي بُعد إنساني للحراك اللبناني”.
ويلفت ريفي إلى أن “المعارضة أمام تحديات كبرى، ولا نستطيع التلهي بالتفاصيل، بل يجب أن نتعاضد ونضع الكتف على الكتف لمواجهة المشروع الآخر لإنقاذ الوطن”.
ويعتبر اللواء السابق أن “النظام السوري يسعى دائماً تحت أي ظرف لإعادة تطبيع علاقاته عربياً وأجنبياً”، مشدداً على أننا “نفصل بشكل تام بين المساعدات الإنسانية والوضع السياسي لهذا النظام”.