وجّه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابة الأخير، رسائل عدة في أكثر من اتجاه، مهدّداً بالفوضى الداخلية والخارجية، في وقت يغرق فيه البلد بفوضى اقتصادية ومالية واجتماعية ويستفيق شعبه على الويلات يومياً.
المحلل السياسي علي حمادة، يؤكد عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أن “التصعيد الذي اتسم به خطاب نصرالله الأخير ينم عن أمرين. أولهما الرد على بعض ما حصل حول طاولة الاجتماع الخماسي في باريس، لأن المعلومات وردت بشكل واضح الى الحزب وهي أن ورقة المرشح الرئاسي الحقيقي والفعلي له غير مقبولة على هذه الطاولة”.
ويشير إلى أن “الجانب الفرنسي حاول تسويق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على أنه يبقى أفضل الممكن. ويمكن لباريس أن تلعب دوراً لتشجيعه على التموضع الوسطي في المعادلة. إلا أن الفرنسيين لم يجدوا من يقف معهم، والأميركيون أيضاً وقفوا ضدهم. والسعودية أكدت أن أي رئيس من حزب الله لن يتم التعامل معه، ووقفت قطر معها في هذا الموقف. ومن المعلوم أن السعودية هي زعيمة الموقف العربي بما يتعلق بالملف اللبناني والمحور العربي يقف خلفها”.
الأمر الثاني الذي يتسم فيه التصعيد، وفقاً لحمادة هو “إشارة الحزب الى حقل كاريش وبدء إسرائيل باستثماره، ويتعلق بمخاوف حزب الله الكبيرة من عدم الاستفادة المادية بشكل غير مباشر من صفقة ترسيم الحدود التي وافق عليها وأمن لها الحماية الداخلية من قبل محور الممانعة”.
ويشدد على أن “ما يريده حزب الله الآن، أن يشهد لبنان نوعاً من الاستقرار، في ظروف الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي والفوضى السياسية الحالية، على ألا يصل الأمر الى الشارع والتحلل التام للدولة اللبنانية بما يؤدي إلى انهيار الاستقرار في الشارع”، مشيراً الى أن “رغبة الحزب بالاستقرار ناجمة عن أن قراءته للوضع اللبناني الداخلي تفيد بإمساكه بالقرار اللبناني، والساحة اللبنانية وهي منصة لتنفيذ سياساته ووظيفته الأمنية والعسكرية السياسية مؤمنة في لبنان”.
ويلفت إلى أن “حزب الله كان يأمل من التنقيب واستثمار البلوك 9 عبر توتال وشركائها أن تمول العائدات جزئياً الخزينة اللبنانية، وبالتالي الوضع الحالي الذي يلائم الحزب”. ويعطي مثالاً، “تمويل القطاع الصحي مهم للحزب لأنه يلغي قسماً من الأعباء عليه في تمويل مستشفياته ومستوصفاته في بيئته. وهو يشعر أن هناك تأخيراً في عملية الاستكشاف والتنقيب والاستثمار في البلوك 9، في وقت يريد استثماراً مالياً سريعاً”.
ويرى أن “الحزب هدد بالحرب، وهذا القرار لا يستطيع أن يتخذه لأنه موجود في طهران، وأي عمل عسكري يقوم به ويهدد مصالح إسرائيل الاقتصادية أو المالية أو يطاول أراضيها، هناك احتمال أن يكون الرد الإسرائيلي عليه أولاً في داخل إيران وثم في لبنان”.
في ما يتعلق بتهديد الداخل اللبناني ومن سمّاهم حزب الله بجماعة الأميركيين في لبنان، يعتبر حمادة أنهم “بالحقيقة الأكثر استقلالية في البلد، والمشكلة أن نصرالله يريد إعادة تهدئة الشارع المنتفض على الأزمة الخانقة بتحوير الأنظار عن عمق الأزمة وأحد أسبابها الرئيسية تحكُّم الحزب بلبنان”.
“يستطيع حزب الله أن يسيطر على البلد لكنه لا يستطيع أن يدير شؤونه، لأنه طرف غير مؤهل لإدارة الشأن اللبناني ولا حتى شؤون بيئته، وهو غير قادر على الحل مكان الدولة اللبنانية إن كانت شبه طبيعية”، وفقاً لحمادة.