غالباً ما نسمع هذا المثل اللبناني لكننا لا نعرف معناه الفعلي. فـ”شو قصة الله بيرزق الكبير والصغير والمقمّط بالسرير”؟
في الموروث الشعبي البيروتي بالتعبير العاميّ، يقال “مقمَّط بالسرير”. يعني أن الأمّهات في بيروت كُنَّ قديماً يضعنَ على سرير الولد المقمَّط، فراشاً مثقوباً يوضع فيه “السيبك”، وهو قناة خزفية تستعملها الأم لطفلها ليبوّل فيها وهو متّصل في سريره.
وعندما أعلن الجنرال غورو استقلال لبنان الكبير سنة 1920، نظم الشاعر عمر الزعني أغنية بعنوان “مصيبة كبيرة” قال فيها:
“من يوم صار لبنان كبير/ ما عاد في بالدنيا صغير
حتى ولا مقمَّط بسرير/ من ساعته بيخلق كبير
مصيبة كبيرة وهم كبير”.
وكلمة “قماط” في معاجم اللغة هو حبل تشدّ به يدَي الأسير، وقوائم الشاة للذبح. وقمَّطت المرأة ولدها أيّ لفَّته ثم ربطت حوله قماطاً.
وفي جبل لبنان بلدة اسمها “القماطية”، ربما اشتقَّ اسمها من إحدى هذه المعاني.
ومعلّمو البناء يُسمُّون الحجر الأوسط في بناء العقود “المقموط”. كما يقال للمنديل الذي يلفّ به الرأس “القَمطة”.