كنتَ وستبقى لأن الرجاءَ لا يموت. أنتَ الأملُ فينا، ولولا الأمل لما استمرَّ الوجود.
إن غبتَ يا وطني، إن قهرَتْكَ الهمجيّةُ والفوضى والضوضاء، لَفقدَ الكونُ منارةً أشرقَ نورُها منذ فجرِ الدّهورِ.
وجهُك لن يتغيّرَ، سحرُك لن يبوخ، وطنُ الشّموخِ عرفناكَ، لم ينحنِ جبينُك النّاصعُ على مرّ العصورِ. أنتَ المنتصرُ الدائمُ الّذي قهرَ الظّلمَ والاستبداد. كلُّهم رحلوا وأنتَ بقيتَ. كلُّهم سينهزمون وأنتَ باقٍ ازليّاً سرمديّاً.
أنتَ خالدٌ خلودَ منْ وطأت أقدامُه أرضَك وصنعَ العجائبَ في رحابِك وذُكِرْتَ في كتابه سبعين مرةً.
أنتَ يا وطنَ الأرزِ أمانةٌ في أعناقنا ووجداننا. إيمانُنا بكَ لا يتزعزع.
القواتُ اللّبنانيةُ المؤمنةُ بكَ والمؤتمنةُ على ديمومتك، وطناً للحريّةِ والكرامةِ والعنفوانِ، وقَفَتْ وتَقِفُ لتصونَكَ وتحميَ شعبَكَ مِن الإحباطِ واليأسِ والاستسلام.
القواتُ اللّبنانيةُ ستبقى سدّاً منيعاً أمام الخياراتِ المُظلمةِ التي تُبعدُنا عَن جوهرِ القضيّة وتُغيّرُ وجهَ الحضارةِ التي عليها نشأنا.
فمسيرةُ من انتمى إلى القواتِ اللّبنانيةِ، ومَن اعتنقَ مبادِئها وآمنَ بها تيّارَ خيرٍ يسعى دائماً لتحديدِ الأولويّاتِ والحاجاتِ، للوقوفِ في وجهِ خياراتِ الآخرِ المتربّصِ بالعزيزِ لديهم، أعني به… “الوطن”.
الواهنُ لا يعملُ، المقدامُ هو مَن يعملُ ويهِبُ، فتُثمرُ تضحياتُهُ نُبلاً وعطاءً…
فكلُّ إنسانٍ هو ابنُ أعمالِه وأعمالُنا تشهدُ على التزامِنا بصُدقٍ ونزاهةٍ…
إنّنا نلتزمُ بخياراتِنا ومبادئِنا. حلمُنا كبيرٌ وشغفُنا لتحقيقِه تُزيدُه الأيّامُ والصّعابُ صلابةً وعزماً.
فليُعانقْ ماضينا المستقبلَ كي ننتصرَ على حاضرِنا المريرِ.
حلمنا باقٍ… لبنانُنا باقٍ…