موقف من موقف صادر عن جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية
روّجت الصحافية ايناس كريمة اليوم الثلاثاء 28 شباط 2023 في موقع “ليبانون 24” ضمن مقالها “بين “القوّات” و”التيار”… لا مفر من التقارب!!”، لنظريّة تقوم على أنّ جزءً من التطابق السياسي بين “القوّات” و”التيار” يعود إلى المزايدات المسيحية، وإلى أنّ “القوّات” دائمًا ما تكون مجبرة على تقديم التنازلات والذهاب بخطواتها السياسية وفق الخطاب العوني، وذلك في كلّ مرّة يزايد فيها الأخير في خطاباته.
وعليه، نضع الوقائع التّالية برسم الأستاذة كريمة ومَن يتبنّى نظرّيتها:
– أوّلاً، في الانتخابات الرئاسيّة، “القوّات اللبنانيّة” تدعم مرشّحها، تحضر الجلسات وتصوّت له، بينما يمتنع التيار الوطني الحر عن دعم أيّ مرشّح ويصوّت بورقة بيضاء أو بشعارات بالية؛ فأين هو التّقارب؟ وأين لحقت “القوّات” بـ”التيار”؟
– ثانيًا، في الحوار المسيحي، وحِرصاً من “القوّات” على عدم تجهيل المعطّلين وعدم تحميل بكركي والمسيحيين مسؤولية عدم انتخاب رئيس، تطالب بأن يكون أيّ لقاء ذات فعالية وانتاجيّة وجدّية لا مجرد صورة وتسجيل نقاط في السياسة، بينما يريده “التيار” منصّةً لإعادة التوازن إلى وضعيّته السياسية ومنطلقًا للتّفاوض على السلطة مع حلفائه؛ فأين هو التّقارب؟ وأين لحقت “القوّات” بـ”التيار”؟
– ثالثاً، في الجلسات الحكومية، “القوّات” تلتزم بما ينصّ عليه الدستور في رفض انعقاد حكومة تصريف الاعمال في ظلّ الشغور الرئاسي إلّا في الحالات الطارئة، بينما يُعارض “التيار” الأمر بالمطلق من منطلق سياسي لا دستوري؛ فأين هو التّقارب؟ وأين لحقت “القوّات” بـ”التيار”؟
– رابعاً، في الشّعارات، “القوّات” تلتزم خطابًا وطنيًّا سياديًا وترفض مقاربة الملفات من منطلق طائفي، بينما يحمل “التيار” ورقة التين المُسمّاة “حقوق المسيحيين” ويُشهرها كلّما احتاج إلى تمتين وضعيّته السلطوية والتّحاصصيّة؛ فأين تبنّت “القوّات” هكذا خطاب طائفي انتخابي شعبوي؟
وبالتالي، أين هو التّقارب؟
وأين لحقت “القوّات” بـ”التيار”؟
– خامساً، في التّحالفات، “القوّات” تبني خطواتها في الشأن العام وفق مبادئها وثوابتها فرفضت وترفض مبادلتها لأجل مكاسب آنيّة، بينما انقلب وينقلب “التيار” بشكل عجيب مستدام على كلمته وتحالفاته ووعوده وتصريحاته، فيلجأ إلى التحالفات الهجينة “غبّ الطلب”؛ فأين هو التّقارب؟
وأين لحقت “القوّات” بـ”التيار”؟
إنّ هذه الوقائع هي غيض من فيض لإثبات أنّ نظريّة التّقارب الحتمي بفعل المزايدات بين “القوّات” و”التيار” هي من نسج الخيال، وبأنّ الكلام عن أنّ معراب تنجرّ إلى خطابات ميرنا الشالوحي الطائفية لأسباب مسيحيّة، لا أساس له من الصّحة، فمسيرة “القوّات” النضالية تسمو فوق أيّ مزايدة، كما أنّ مشروعها السيادي اللبناني الخام لا يمكن جمعه في مقاربة واحدة مع مشروع بحت سلطوي أسقط آمال اللبنانيين لإنعاش أطماع عائليّة وفئويّة ووصوليّة.