!-- Catfish -->

طريق الانتصار في زمن الانهيار

شعور عميق ينتاب معظم اللبنانيين التوّاقين إلى العيش الكريم، بأنّه “قُضيَ الأمر” وبأنّه لا قيامة لهذا الوطن ولا مستقبل فيه للأجيال المقبلة وبأن قدره الآتي ليس الاّ انهيار يليه انهيار.

لهذا الشعور أسبابه الواقعية من التدهور الساحق لقيمة عملتنا الوطنية وتحلّل مؤسسات الدولة، والشغور الرئاسي واستمرار تفشّي الهدر والتهريب واستمرار تحكّم الفساد ومصادرة قرار الدولة والعزلة التي نعيشها والتي تُفقدنا كل مقوّمات الاستقرار وبالتالي الاستثمار والنهوض، ما يطرح علينا السؤال الكبير:

هل من طريق انتصار لنا في زمن الانهيار؟

الجواب بكل جرأة وبساطة هو نعم!

إنّما لتحقيق ذلك ينبغي توفّر عناصر عدة أهمّها:

1- وعي مجتمعي:

علينا أوّلًا الابتعاد عن “نظرية المؤامرة” والاقتناع بأننا نحن من نقرّر مصيرنا لا الآخرين ونحن من ينتج سلطتنا السياسية ونعبّر عن ذلك كل أربع سنوات في صناديق الاقتراع، وبقدر ما خياراتنا الانتخابية تحاكي قناعاتنا السياسية، بقدر ما يصبح نهوضنا ممكنًا لا بل محسومًا!

2- صحة الطرح السياسي:

طرحُنا ثابت لناحية وجوب قيام دولة سيّدة، قرارها بيدها، هدفها تأمين الحرية والكرامة والرفاهية لمواطنيها من دون الأخذ بالاعتبار أي مصالح أُخرى.

3- جذريّة الحلّ وتجنّب المسكّنات في المعالجة:

جُرّب كل شيء من قبلنا، وحاولنا استدراك هذا الانهيار قبل الوصول إليه من خلال خطوات عدة وأداء وزاري ونيابي مميّز، كل هذا لم يمنع من الوصول إلى ما وصلنا إليه، يبقى الأمل بانتخاب رئيس جمهوريّة سيادي وإصلاحي وإنتاج حكومة تُحرّر قرار الدولة وتُباشر بالإصلاح، وإلا يصبح البحث عن تركيبة جديدة للدولة ضرورياً على قاعدة واحدة أساسية تشكّل المحور الأساسي لقضيّتنا وهي “الإنسان” وتأمين حريّته وكرامته ورفاهيّته، وبأنّ الأنظمة وُجدت لخدمته وليس العكس.

وأخيراً، لا شكّ أننا نمرّ في صحراء قاسية، ومن يعبر يخلص، ومن هنا نُسخّر كل ما أمكن من إمكانيّات للوقوف إلى جانب أهلنا وناسنا لنتجاوز معاً هذه الصحراء للوصول بهم إلى دولة جديّة، مؤسساتها فاعلة جديدة، دولة تؤمّن العمل والاستشفاء والتعليم وكل مقوّمات العيش الكريم، لا دولة جعلت من شعبها يستجدي أبسط حقوقه من الذين تسبّبوا بمصيره البائس ورموه يحترق في قلب جهنّم.

 ستريدا جعجع

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل