من الترشيح المكتوم إلى وهج السلاح… خلفية تبني نصرالله لفرنجية

حجم الخط

لم يكن خافياً على أي أحد أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو مرشح الثنائي الشيعي على الرغم من محاولات كبيرة نشطت للتسويق له على أنه مرشح توافقي، وورد اعلان ترشيحه من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري سابقاً، وبعده من الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أمس الإثنين، بمثابة تأكيد المؤكد، وهو أنه مرشح تحدٍ.

المحلل السياسي علي حمادة، يشير عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، إلى أن “قيام نصرالله رسمياً بإعلان ترشيح فرنجية هو عملياً إعلان تدمير الجسور بين الثنائي الشيعي وبقية مكونات البلد. وهذا التطور يأتي بعد مضي أشهر طويلة على فشل الثنائي، وتحديداً الحزب، في تكريس فرنجية مرشحاً بأفق مفتوح ومرشح حوار وتواصل وتوافق”.

“الثنائي اكتشف أن هذا الترشيح المكتوم لم يحصل كما أراد، لذا أصبح لزاماً على مكونيّه أن يعلنا بسرعة عن مرشحهما رسمياً، من أجل خوض معركة مكاسرة مع بقية مكونات البلد”، وفق حمادة الذي يعتبر أن “دون هذا الترشيح عقبات كبيرة، على الرغم من أنه يستند أساساً على معادلة قوة ووهج السلاح وتأثيره على المعادلة الداخلية”.

ويلفت الى أن “العقبة الاولى هي عدم امتلاك الثنائي الشيعي القدرة على إيصال فرنجية بشكل ديمقراطي. والثانية عدم امتلاك حزب الله وحركة أمل القدرة على اصباغ صفة مرشح تسوية أو تفاهم على ترشيحهما، وبالتالي نحن متجهون الى رفع وتيرة التوتر والمعركة حول الاستحقاق الرئاسي”.

العقبة الثالثة، وفقاً لحمادة هي “مكامن ضعف هذا الترشيح، إذ إن رئاسة الجمهورية وعلى الرغم من أنها رئاسة كل لبنان، هي موقع مسيحي، وماروني تحديداً، وأن يأتي الترشيح لها من الثنائي الشيعي فهذه نقطة ضعف رئيسية، وتتخذ شكل محاولة فرض مكون خياراته على مكون آخر، وترشيح فرنجية مختلف عن ترشيح الرئيس السابق ميشال عون العام 2014 لاختلاف الأحجام والظروف”.

يرى حمادة أن “الحزب اختار التصعيد وتجاهل رفض جزء كبير من المكونات اللبنانية والقوى البرلمانية محاولة الفرض. صحيح أن فرنجية يمتلك عدداً لا بأس به من الأصوات إلا أنه من الممكن أن تكون آيلة الى التراجع بفعل انفصال التيار الوطني الحر عن هذا الترشيح، ونجهل الى أي مدى ممكن تطور خلاف التيار مع الحزب”.

وإذ يعتبر أن “الترشيح بمثابة اعلان حرب سياسية بفرض رئيس للجمهورية يكون جزءاً من فريق الممانعة”، يتوقع أن “يكون لاتخاذ هذا القرار ابعاد وخلفيات غير لبنانية. أولها، ما حصل الاسبوع الماضي، إذ كادت المنطقة تدخل في دوامة تصعيد عسكري كبير، بالنسبة للتطور الذي حصل في البرنامج النووي الايراني، واكتشاف عينات من اليورانيوم العالي التخصيب الذي يلامس نسبة التخصيب العسكري، ما أدى الى استنفار دولي عاجل واحتمال حصول تطور خطير على صعيد المنطقة لا سيما اسرائيلي إيراني”. ويشير الى أن “هذا الأمر استدعى مسارعة طهران الى دعوة المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافاييل غروسي للمجيء الى طهران من أجل محاولة الالتفاف على الموضوع، والخروج باتفاق يخفف من الأزمة، وهذه خلفية مهمة لأنها خلفية حرب في المنطقة”.

الخلفية الثانية وفقاً لحمادة، هي “إمكانية أن يشكل ترشيح فرنجية رغبة لدى المحور الإيراني بتجميع الاوراق”، أما الثالثة فهي أن “الانفتاح على دمشق بدأت تخف وتيرته، فصحيح أن دبلوماسية الزلازل منحت النظام في دمشق أوراق ثمينة كان يحتاجها لا سيما الانفتاح الدبلوماسي الذي حصل، لكن سرعان ما لمسنا تراجعاً في الوتيرة وبرودة بمقاربة ملف الانفتاح على سوريا”.

ويشير حمادة الى عامل داخلي، هو “تلمس حزب الله أن قبضته على لبنان بدأت تخف بشكل أو بآخر، إذ هناك رفض لمرشحه في الاساس قبل إعلانه رسمياً. وهناك تمرد داخل مجلس النواب، بدأت معالمه تظهر، على أسلوب إدارة شؤون البرلمان من خلال إفشال اجتماع الهيئة العامة وإفشال اجتماع اللجان المشتركة أخيراً، مما يعني أن هناك شيئاً ما يتغير في لبنان”.

“بما أن هذا الترشيح هو ترشيح تحد وليس مفاجئاً، المهم الآن كيفية تجميع القوى الرافضة لهذا التحدي والاسلوب بفرض رئيس جديد للجمهورية من خارج اللعبة السياسية المتعارف عليها”، وفق حمادة الذي يشدد على أهمية “توحيد الموقف وحصول مواجهة جدية وحقيقية على هذا الصعيد، فلا بد من رص الصفوف بمعزل عن الخلافات بين طرف أو آخر، بغية منع حزب الله من استكمال وضع يده على الرئاسة”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل