لا لرئيس ما بعد بعد جهنم… “الفراغ zone” تابع

حجم الخط

“لا شيء في الأفق الرئاسيّ، بالمعنى الفعليّ والجدّي، في المدى المنظور. وكل ما يحكى، أو يرمى في (سوق الكلام الرئاسي) عن تقدُّم حظوظ هذا المرشحّ وتراجع حظوظ ذاك، أو الانتقال، داخلياً وخارجياً، إلى أسماء جديدة بعد (احتراق أو حرق) أسماء متداولة، لا يخرج عن سياق لعبة (عضّ الأصابع)”.

تبدو المصادر السياسية رفيعة المستوى، المواكبة لكواليس الاستحقاق الرئاسي عن كثب، حاسمة في قراءتها هذه، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، مضيفة أن “الأمور لا تزال في برّاد الانتظار، لشيء ما يفتح كوّة في الجدار الصلب، ويزيل العوائق من أمام إنجاز الانتخابات الرئاسية”.

وتلفت المصادر ذاتها، إلى أنه “على الرغم ممّا قد يتهيَّأ بالنسبة للبعض، للوهلة الأولى، أنه انعطاف أو تطوّر جذري على الصعيد الرئاسيّ، مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري صراحةً عن أن مرشح فريق 8 آذار هو النائب السابق سليمان فرنجية، فالأمر لم يكن مفاجئاً أو مثيراً للذهول، ما يستدعي الاستنفار وضرب أسداس بأخماس وما شابه”.

وتعتبر، أن “خطوة بري مهمّة، صحيح، وكان يجب أن تتمّ منذ اليوم الأول لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية بشكل طبيعيّ، وأتت متأخّرة بعد 4 أشهر ونيّف على انطلاق الشغور الرئاسيّ والتعطيل والعرقلة، لكنها ليست تحوّلاً جذريّا دراماتيكياً يقلب طاولات ومعادلات. بل إن برّي ذاته قال صراحةً إنه (يجرِّب كسر الجمود المطبق على الاستحقاق الرئاسي في ظل العجز المتواصل)”.

وتشدد المصادر عينها، على أن “كل محاولات فريق 8 آذار التسويقية والترويجية لاتفاقات وتفاهمات دولية وإقليمية، وعدم ممانعة بانتخاب فرنجية، وصلت إلى حدِّ محاولة توريط دول وسفراء بمواقف وكلام لم يقولوه، لتثبيط عزم بعض النواب المعارضين و(تهبيط الحيطان) عليهم، والإيهام بأن التسوية آتية وما إلى ذلك كي يستلحقوا أنفسهم، تثبت بهتانها وعدم مصداقيتها يوماً بعد يوم”.

وتؤكد، أن “قوى المعارضة، على تعدُّدها وتنوُّعها، متَّفقة على إحباط وإسقاط أي محاولة لفرض أو تمرير انتخاب رئيس للجمهورية ممّا يسمَّى محور الممانعة، مهما كلَّف الأمر. والسبب بسيط، فتجربة السنوات الست الماضية لا تزال ماثلة ببؤسها وتداعياتها الكارثية التي أوصلتنا إلى الجحيم”، مشددةً على أن “لبنان لا يتحمَّل المصير الأسود ذاته لستِّ سنوات جديدة تنقله إلى ما بعد بعد جهنّم. والمعارضة لن تسمح بذلك، وليكن ما يكون. فأي شيء يبقى أفضل من تكرار التجربة البائسة ذاتها”.

وتوضح، أن “فريق 8 آذار بات مكشوفاً أمام اللبنانيين بلهاثه وراء إبرام صفقة أو تسوية مع الدول المهتمة بالوضع اللبنانيّ، تحافظ على مكتسباته ومواقعه السلطوية في المرحلة المقبلة. لكن الرسائل الدولية والإقليمية التي تبلَّغها مباشرة، ومن ضمنه بري، حاسمة لجهة أن المسؤولية تقع على اللبنانيين والعالم يساعد في مرحلة لاحقة، إنما على أساس قاعدة مبدئية محسومة، لا لرئيس من (الصنف القديم) إياه. أما إن اخترتم ذلك، سواء كان فرنجية أو غيره، فهذا شأنكم وتتحمّلون مسؤولية خياركم. فهل هناك كلام أوضح من ذلك؟”.

وبناء على ذلك، ترى، أننا “لا نزال في منطقة الاستعصاء الرئاسيّ حتى الآن. وترشيح فرنجية من قبل بري، هو في مكان ما محاولة لإبعاد تهمة التعطيل التي تلبس فريق 8 آذار، وبعدما باتت الورقة البيضاء لهذا الفريق دليل إدانة عليه تحمّله مسؤولية تدحرج الانهيار أكثر. وربما محاولة أيضاً لخلق معطى جديد في سياق عدم اليأس من استجرار تسوية مع الخارج”.

لكن المصادر نفسها تجزم، بأن “القرار النهائي يبقى في يد النواب اللبنانيين، خصوصاً المعارضين لمحور الانهيار الذي يقوده حزب الله. ولا شيء يمكن أن يؤثِّر في موقفهم وقناعاتهم، إن هم أصرُّوا على أن يكون انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية مدخلاً لبدء مسيرة إنقاذ لبنان من الأزمة، واستعادة الدولة لسيادتها وقرارها. ففريق حزب الله مأزوم ووصل إلى أقصى إمكاناته، والآمال معقودة على الفريق المعارض”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة

خبر عاجل