رحمةً بكل اللبنانيين… أغلقوا تلك السماعة

حجم الخط

غريب أمر حسن نصرالله الذي يظن أن كل اللبنانيين والدول المجاورة والبعيدة، تنبهر بما يقوله كما يحصل مع أتباعه الذين كحاله، لا يلجأون الى علومهم وشهاداتهم وخبراتهم… وإنما فقط الى ما يصدر عن آمرهم.

مصيبة كبرى ألا يكون نصرالله يعلم علم اليقين، أن تبنيه العلني لأي مرشح، سيكون محرقة لهذا المرشح على كافة الصعد الداخلية والخارجية، وبالتالي وحتى ولو بغفلة من الزمن استطاع هذا المرشح الوصول الى بعبدا، فإن الأزمات والمصائب سيتضاعف منسوبها وحجمها عشرات المرات.

يدرك نصرالله أن رئيساً مدعوم من حزب الله لن يستطيع أن يُدخل دولاراً واحداً الى لبنان، بسبب البلوك الحديدي الذي سيوضع على كل ما ينتج عن هذا الرئيس، وبالتالي، ستستعر سرعة الانحدار نحو قعر الجحيم وسوء حال اللبنانيين، بما في ذلك كل بيئة حزب الله التي بدأ يظهر بشكل واضح تأثرها الكبير بالوضع المذري القائم كما بقية اللبنانيين، وما نشهده من حالات قرف ونقمة وانتحار، يؤكد أن هذا المُكون من الشعب اللبناني ليس بمنأى عما يصيب بقية اللبنانيين.

صحيح أن الأزمة الكبرى التي نتخبط بها اليوم هي أزمة مالية اقتصادية بامتياز، لكن سببها المباشر هو سياسة حزب الله المبنية على الترهيب والترغيب وسيطرته على القرار اللبناني الشرعي، والتصرف بمؤسسات الدولة كأنها ملك خاص له في خدمة مشروع وليه، ولم ينتبه نصرالله وأعوانه، أن تأمين الغطاء للحرامية والفاسدين والسارقين والمهربين… في سبيل تأمين الغطاء لسلاحه، سيؤدي في نهاية المطاف الى هذه الجهنم التي يعيشها كل اللبنانيين، وضمناً بيئته، التي ظنّ لوهلة أن بإمكانه أن ينأى بها عن كل ما يدور من حولها، وفشل.

وإذا افترضنا أن العلاج يكون عكسياً، أي أن يبدأ حلّ الأزمة الاقتصادية التي ستودي بكل شيء، ومن بعدها البدء بحل الأزمة التي أدت وأوصلت الى ما نحن فيه، فهذا يتطلب من المسيطر على قرار الدولة، أن يقتنع بأن هذا المسار سيدمر كل ما بناه على مدى 40 سنة، وبالتالي عليه أن يقبل ويرضخ لمشيئة اللبنانيين التي تريد أن تخرج من هذا الواقع، وأقله العودة الى ما قبل الأزمة كخطوة أولى، وهذا يتطلب البحث عن رئيس يستطيع أن يبدأ بالإصلاح أولاً، ومن ثم جلب الاستثمارات الإغترابية والأجنبية لنبدأ الخروج من هذا الوضع الميؤوس، مع التزام واضح من فريق الممانعة بتسهيل مهمة الرئيس وإزالة أي غطاء عن الفاسدين والسارقين والناهبين والمهربين…

فهل ترشيح الثنائي الشيعي يصب في هذا الإطار؟ وهل يستطيع مرشحهم أن يُدخل أي استثمارات محلية أو أجنبية، وهو الذي قال يوماً بلسانه، إن كل فريقه لا يقدر أن يأتي بدولار واحد الى لبنان؟

ظنّ نصرالله أن بيئته ستبقى صامدة أمام كل ما سيضرب لبنان واللبنانيين، وكما حساباته في تموز 2006، بدأ يتظهر التأثر الكبير لبيئته، وبالتالي خربطة كل حساباته المصنّعة في الخارج. لكن للأسف، يتبين يوماً بعد يوم، أن لا أحد مهما علا شأنه، قادر على معرفة تبعات أي قرار، أكثر من الذي يعيش في قلب الحدث ويتفاعل معه ومع تبعاته.

رجاءً، ورحمةً بكل اللبنانيين، كل اللبنانيين من دون استثناء، أغلقوا تلك السماعة، أو الوشواشة، التي تُسَيركم وتُملي عليكم كل ما تفعلون، كأنكم رجال آليون معزولون في المكان والزمان، وضعوا مصلحة لبنان واللبنانيين فوق كل اعتبار، لأن المصائب والمآسي والويلات التي نتجت عن تلك الوشواشة لا تُعد ولا تُحصى، وإذا ما استمرت، ستقضي على الأخضر واليابس، ولن ينفع بعدها لا “لو كنت أعلم”، ولا لو كنت لا أعلم.

 

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل