!-- Catfish -->

“الحزب” يقترع على ثوب المسيحيين الرئاسي

رصد فريق موقع “القوات”

مهما حاول البعض إضفاء الثوب المسيحي على ترشيحه وإعلانه من مكان مقدس، تبقى بصمات حزب الله واضحة وتدل على أنه سيقترع على ثوب المسيحيين محاولاً فرض مرشحه عليهم بالقوة، الأمر الذي لم يعد يمر على اللبنانيين الذي سئموا تصرفات هذا الحزب وأسلوبه بالتعاطي مع المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.

وتعليقاً على دعم الثنائي الشيعي رسمياً لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أشارت مصادر حزب القوات اللبنانية، الى أن فريق الممانعة لن يستطيع تأمين الأصوات المطلوبة لمرشحه، وفي ما يخص استمرارهم بدعم النائب ميشال معوض، أكدت مواصلة دعمهم له اكثر من أي وقت مضى.

وقالت لـ”الديار”، “نحن لا نسير وفق مقولة “ميشال معوض أو لا احد، وهو نال ما بين 40 الى 45 صوتاً من اصل 65 أي لديه ثلثا أصوات المعارضة، وفي حال وُجد مرشح من المعارضة لديه مواصفات معوض، وقادر على تأمين الأصوات المطلوبة بالتأكيد سنسير به كمرشح”.

وعن مدى دعمهم لقائد الجيش العماد جوزيف عون، لفتت مصادر “القوات”، الى انه المرشح الوحيد الذي يحتاج الى تعديل دستوري قبل خوض المعركة الرئاسية، ومن هذا المنطلق وبما ان التيار الوطني الحر وحزب الله من الصعب جداً أن يصوتوا له، فليس بمقدوره الحصول على النسبة المطلوبة من الأصوات، وفي حال تمكّن من نيل تلك النسبة، فإن “القوات” لن تمانع على الإطلاق وصوله الى سدّة الرئاسة.

من جهته، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يعوّل على استفاقة داخلية تُخرج الملف الرئاسي من أسر التعطيل، وتضعه على جادة الصواب السياسي، التي تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن.

وإذا كان بري يعتبر أن إعلانه دعم ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية (الذي لاقاه فيه حزب الله)، ليس تحدياً لأحد، فإنّه يعتبر في الوقت نفسه أن هذا الأمر يفترض أن يحرّك المياه الرئاسية الرّاكدة، ويكسر حلقة السّجالات والمواقف الصدامية العقيمة، ويحثّ سائر الأطراف على تقديم مرشّحها أو مرشّحيها، والذهاب بنوايا جدية الى انتخاب رئيس للجمهورية، فهذا هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن يحصل.

ويرى بري أنه لم يعد ثمة موجب لتأخير انتخاب رئيس الجمهورية، فالتأخير تترتّب عليه أكلاف يومية باهظة على البلد وعلى الناس، وهو ما شهدناه في الأشهر القليلة الماضية. وبالتالي، آن الأوان لأن نسير في اتجاه الانتخاب، وهذا بالتأكيد يستوجِب وقفة مسؤولة توقِف هذا الانحدار، والأمر الطبيعي في هذا السياق هو أن تتوالى الترشيحات من دون إبطاء، والتي في ضوئها أدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في جو من التنافس الديموقراطي، وبالتأكيد قبل أن ألمس وجود ترشيحات وتنافس لن أبادر الى توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس.

توازياً، أشارت مصادر سياسية في معرض تقييمها لإطلالة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخيرة، وتركيزه على موضوع الانتخابات الرئاسية، وتبني الحزب ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، بعد إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري هذا الموقف قبله بأيام، أنه بالرغم من محاولة نصرالله إعطاء البعد الداخلي للانتخابات الرئاسية اللبنانية، ونفيه الشديد أي ارتباط لها بالملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، او المفاوضات بين ايران والمملكة العربية السعودية او وغيرهما من الملفات والمواضيع الإقليمية، فإن خلاصة الموقف الذي اعلنه بكل تفاصيله وابعاده، يصبّ في خانة، توجيه الرسائل من الحزب، ليس الى الأطراف الداخليين اللبنانيين المناهضين للحزب وسلوكياته بالتعاطي مع ملف الانتخابات الرئاسية فقط وهذا تحصيل حاصل، بل الى الدول المعنية بلبنان، وخصوصا الدول الخمس المشاركة في لقاء باريس الأخير، في محاولة لاستدراجه، لفتح نقاش معه أو مع راعيته ايران، للتفاوض بخصوص هذا الملف، باعتبار انه بدون هذه المشاركة الإيرانية، مباشرة او من خلال الحزب، لا يمكن إخراج ملف الانتخابات الرئاسية من مأزق الجمود الذي يدور فيه منذ اشهر.

واعتبرت المصادر أن أسلوب تبني نصرالله لترشيح فرنجيه على النحو الذي حصل، لا يدل على نوايا محمودة لدفع مسار انتخاب رئيس الجمهورية قدماً الى الأمام، وإنما يؤشر بوضوح الى استفزاز متعمد للداخل اللبناني والخارج على حد سواء، لإبقائه معلقا ورهينة بيد إيران ومن خلال الحزب، للتفاوض عليه، من ضمن المواضيع المطروحة مع الدول الخمس أو بعضها، لتحقيق ما يمكن من مكاسب من خلالها على حساب المصلحة اللبنانية، والدليل على ذلك ردود الفعل السلبية على فحوى موقف تبني الحزب ترشيح فرنجية، وكلها تدل على أن هذا الأسلوب، يعني في خلاصته ترحيل ملف الانتخابات الرئاسية، الى حين البت بصفقة الملف النووي الإيراني ومتفرعاته على الساحة العربية، وهذا يعني أن أزمة الفراغ بالرئاسة الأولى طويلة.

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل