!-- Catfish -->

“لا إنعاش ولا إبر مورفين”… المسمار الأخير جاهز

رصد فريق موقع “القوات”

يعيش لبنان اليوم على فوهة براكين ثائرة تهدّد وجوده وتضع مصيره على المحكّ. فمن البركان الاقتصادي الذي لم يعد له أي تفسير بين جنون سعر صرف الدولار وتلاعب المصارف، إلى البركان السياسي الذي يدقّ المسمار الأخير في نعش الدولة اللبنانية التي لم يعد لا “إنعاش” ولا “أبر مورفين” قادرة على إحيائها.

في الملف الاقتصادي، لم تستبعد أوساط مالية عبر “نداء الوطن” أن يستأنف الدولار رحلته نحو الـ”خمسة أصفار” في إشارة إلى توقّع بلوغه سعر صرف بقيمة 100000 ليرة بعدما فرمل تعميم المصرف المركزي الأخير خطواته لبعض الوقت في هذا الاتجاه”.

وفي هذا المجال، وصفت مصادر مالية شبه رسمية خطوة المصارف بالعودة الى الاضراب المفتوح، عبر “اللواء”، رداً على ما يقال إن حكماً قضائياً قضى بتنفيذ حكم بما يزيد عن استعادة 200 ألف دولار اميركي من أحد المصارف الرئيسية، بأنها اشبه بالانتحار المالي والوظيفي والاقتصادي والنقدي، ودفع البلد الى حافة الانفجار الكبير، مع عودة الدولار الى الارتفاع والاسعار بالإجهاز على ما تبقى من قدرة شرائية لدى المستهلك او المكلف اللبناني.

في الموازاة، لاحظت أوساط مراقبة عبر “الجمهورية” أنّ الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار جاء بعد أيام على إعلان مصرف لبنان بيع الدولارات على منصة “صيرفة” على سعر 70 الف ليرة للدولار.

لكن ما لاحَظه المراقبون هو أن التداول اليومي على “صيرفة” كان شحيحاً، بما يؤكد انّ المصرف المركزي لم يكن يضخ الدولارات بغزارة كما فعل في المرة السابقة، عندما تجاوز مجموع التداول على “صيرفة” المليار دولار في غضون ايام.

هذا الشح في الضخ، بالإضافة الى حركة شراء الدولارات التي يمكن ان يكون مصرف لبنان قد قام بها في اليومين الأخيرين، يقفان على الارجح وراء الارتفاع في سعر الصرف. وهناك من يعتقد ان المصرف المركزي اشترى أكثر مما باع يوم امس، بما ساهم في هذا الارتفاع المفاجئ والسريع.

بالاضافة طبعاً الى عامل القلق بعد التصعيد الذي نشأ جرّاء تجدّد إضراب المصارف بدءاً من الثلاثاء المقبل. بما يعني ان الدولار قد يكون مقبلاً على مرحلة صعود اضافي سريع في الايام المقبلة، اذا لم تبادر الحكومة والجهات المعنية الى اتخاذ ما يلزم من اجراءات لحلحلة الأزمات المتعاقبة.

أما في ما خص الكلام عن إعلان المصارف إفلاسها، كشف مصدر مالي رفيع المستوى لـ”الجمهورية” عن أن هذا الحديث “استخفاف بعقول الناس، فالإفلاس لا يحصل هكذا بين ليلة وضحاها او بمجرد اعلان هو حتماً تمنيات المصارف للتنصّل من المسؤولية، فهذا الأمر يحتاج الى وقت واجراءات تدريجية ومعقدة في مكان ما، وهذا الأمر ليس مطروحاً حالياً”.

وعن تزامن ما يتردد حول الافلاس مع توقف منصة “صيرفة” والارتفاع الجديد في سعر الدولار، قال المصدر، “هذا سياق طبيعي للأزمة التي سنبقى فيها نعاني من مد وجزر، والجميع كان يعلم انّ إبر البنج او اجراءات الترقيع التي يتخذها مصرف لبنان المركزي لن تدوم طويلاً”.

رئاسياً، وفي الوقت الذي يستعد فيه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لعقد مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل يستعرض فيه أجندة ترشيحه الرئاسي ورؤيته للملفات الإشكالية في البلد، نقلت شخصية موثوق بها عبر “نداء الوطن” أنّها لمست من خلال اتصالاتها، بعد إعلان حزب الله دعم فرنجية، “لا حاسمة” سعودية توصد الأبواب العربية والدولية نهائياً أمام أي إمكانية لوصوله إلى سدة الرئاسة الأولى، مشيرةً في المقابل إلى أنّ مختلف الأفرقاء اللبنانيين الذين كانوا يقفون في “منطقة رمادية” حيال ترشيح فرنجية لمسوا هذا الموقف السعودي الحازم وبدأوا في ضوء ذلك بإعادة ترتيب قائمة الأسماء المحتملة في بورصة المرشحين الرئاسيين.

قضائياً، وبعدما فشلت مساعي المنظومة الحاكمة بإيصال إشارات تُثني المحققين الأوروبيين عن العودة إلى بيروت للتحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا وآخرين، بحجّة أنّ القضاء المحلي سيقوم “بالواجب” ربطاً باستدعاء القاضي شربل أبو سمرا سلامة الى التحقيق في 15 آذار الحالي، توقعت مصادر قضائية عبر “نداء الوطن” عودة المحققين الأوروبيين إلى لبنان في 4 نيسان المقبل لاستكمال تحقيقاتها في قضية “تبييض أموال واختلاس مال عام وإثراء غير مشروع”.

وتحذر مصادر قانونية لبنانية متابعة للملف على اتصال بمكاتب محاماة معنيّة في أوروبا من مغبة “أي تلاعب لبناني بالمعطيات والتحقيقات والتفاف على الوقائع” في القضية، لأنّ ذلك من شأنه أن يشكل “صاعقاً متفجراً في وجه لبنان”، لا سيما أنّ “عدداً من المحققين الأوروبيين باتوا مقتنعين تماماً بأن هناك محاولات جدية جداً جارية لتبرئة سلامة في القضاء اللبناني ونسف التحقيقات الأوروبية ذات الصلة بالجرائم المالية الملاحق بها في الخارج”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل