نظّم مكتب تفعيل دور المرأة في منطقة عاليه في “القوات اللبنانية” لقاءً حوارياً مع عضو تكتّل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب والمناضلة أنطوانيت شاهين والناشطة في الحقل السياسي والاجتماعي الدكتورة سمر حداد، أدارته الإعلامية جويل فضّول أصفر، وقد تمحور اللقاء حول أهميّة دور المرأة في العمل السياسي والوطني، وذلك في فندق غولدن ليلي في مدينة عاليه بحضور عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب نزيه متّى، النائب مارك ضو ممثَلاً بالسيّدة وفاء ضو، النائب السابق أنيس نصّار، أمين عام الحزب إميل مكرزل، رئيس إقليم عاليه الكتائبي جهاد الشرتوني، مُفوّض الشوف وعاليه في حزب الوطنيين الأحرار فادي معلوف، رئيس حزب الخضر د. فادي ابي علّام، رئيسة مكتب النساء التقدمي سوزان عقل، رئيس اتحاد بلديات الغرب غازي الشعّار، رؤساء بلديات عاليه وجدي مراد، بطلّون كمال خيرالله، عين دارة مارون بدر، رشميا منصور مبارك، رمحالا ميشال سعد، شرتون د. جوزف مارون، شملان عصام حتي، عين الرمانة ريمون خلف، رويسة النعمان رولا خوري، منصورية بحمدون نقولا الهبر، نائب رئيس بلدية دقّون طوني شعيا، رئيس رابطة مخاتير عاليه زياد أصفر، والمخاتير ناصيف الهبر، انور ابي خليل، سعيد الهاشم، ابراهيم الفغالي، ادوار الفغالي، الياس قشوع وطوني شعيا، مسؤولة مكتب كاريتاس في الشوف جوسلين توما، رئيس جمعية Infra Green بيار بجّاني، رئيسة مؤسسة شملان غادة البنّا، إضافة لرئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبّور، رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة سينتيا الأسمر، مُنسّقة المتن الأعلى ماري أبي نادر، مُنسّق منطقة عاليه طوني بدر، منسّق عاليه السابق بيار نصّار، عضو المجلس المركزي زياد بجّاني، رئيس مكتب الزراعة في “القوات” إيلي زخّور، الصحافي سعد الياس، الصحافي بشارة خيرالله، ومشاركة حشد كبير من الفعاليات والإعلاميين والمسؤولين الحزبيين.
افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والقواتي، بعده ألقت رئيسة مكتب تفعيل دور المرأة في عاليه سناء بجّاني كلمة رحّبت فيها بالحضور، كما شدّدت على ضرورة تفعيل دور النساء في الشأن العام والعمل الدؤوب في سبيل إشراك المرأة في كافة جوانب الحياة السياسية والوطنية.
من جهتها وجّهت رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة في “القوات” سينتيا الأسمر التحيّة الى رفيقاتها في “القوات” اللواتي حملن القضية وحب الوطن في قلبهن، ثم تحدثت عن منطقة عاليه واعتبرتها انها تتميز بأعلى نسبة من المنتسبات الى “القوات”، كما وجّهت التحية لمنسق عاليه طوني بدر على جهوده الكبيرة، كما لكل المنسّقين السابقين الذين ساهموا في ما وصلت اليه المنطقة على الصعيد التنظيمي. كما أكدت الأسمر أن جهاز تفعيل دور المرأة وبتوجيهات من رئيس الحزب يتابع مع نواب تكتّل “الجمهورية القوية” كافة اقتراحات القوانين التي تصبُّ في خانة المساواة في الحقوق والواجبات ومناهضة العنف والتمييز وإزالة كافة أنواع الإجحاف بحق المرأة، وآخر القوانين ما أُعلن منذ أيام حول حق الأم السجينة في مجالسة أطفالها ومشاهدتهم، وإطلاق مشروع بناء مُؤهّل للسجينات. وختمت الأسمر بمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة لتؤكد أن العكس أيضاً هو صحيح.
منسق عاليه طوني بدر استهل كلمته بتوجيه التحية للمرأة بشكل عام وليس فقط للمرأة المناضلة والناجحة والقوية، وقال: “التحية للأم والزوجة كما للمرأة غير المتزوجة وتلك التي لم تُنجب، للمرأة الناجحة كما للمرأة التي لم تتمكن من تحقيق ذاتها، للمرأة القوية كما للمرأة الضعيفة، كما وجه بدر تحية لسيّدات ايران ولروح مهسا أميني اللواتي زعزعن عرش النظام الديكتاتوري بخصل شعرهن، كما استذكر بدر ما قالته له والدته يوماً عن ضرورة المساهمة في نهضة المجتمع وعدم البقاء على هامش الحياة، فإما أن تموت مع ناسك واهلك ومجتمعك، واما أن تحيا معهم”.
كما أكد بدر ان حزب “القوات” لا يميز بين رجل وامرأة، وحده معيار الكفاءة ما يميز شخصاً عن آخر في كافة المواقع الحزبية والقيادية، ووعد بدر بإكمال معركة انخراط المرأة في الشأن العام والمساواة على الصعد كافة.
كما القى النائب متّى كلمة حيّا فيها الأم واعتبرها محور البيت وحجر الزاوية ومُعدّة الأجيال، والأخت هي السند والمتكأ والملجأ وحافظة الأسرار، والزوجة والحبيبة والصديقة، واستذكر متّى النساء الرائدات اللواتي أعطين المجتمع فكراً وثقافة ونضال.
كما حيّا متّى رفيقات النضال في المقاومة اللبنانية اللواتي دافعن عن الوجود الحر.
كما أسف متّى لعدم حصول المرأة اللبنانية على كامل حقوقها حتى الآن، إن لناحية المساواة في الحقوق المدنية أو لجهة فرص العمل لا سيما العمل السياسي، كما أسف لعدم استكمال سنّ القوانين والتشريعات اللازمة لمنع الزواج المُبكر والإقتصاص من المُتحرّش والمغتصب.
وأبدى متّى اعتزازه لكون حزب “القوات اللبنانية” عمل سابقاً ويستمر بالعمل على إقرار القوانين والتشريعات التي تؤمّن للمرأة كامل حقوقها، كما أثنى متّى على وجود نخبة من النساء في المواقع الحزبية المتقدمة ويتحملن المسؤولية ويشاركن في القرار بدون أي تمييز من أي نوع كان، على أمل تعميم التجربة كي يرتقي المجتمع ويتسلّح بالعدل والعدالة وصولاً الى وطن الجمال والإلتزام والثقافة والتنظيم.
ثم انطلق الحوار مع الإعلامية جويل فضول اصفر التي رحبّت بالمُحَاضِرات اللواتي شكّلن في مسيرتهن قدوةً ومثالاً يُحتذى بالنضال والمثابرة والنجاح.
بدايةً تحدّثت النائبة غادة أيّوب، فتناولت مسيرتها العلمية التي شجعها عليها والدها بدايةً وزوجها لاحقاً، والتي توجتها بشهادات عالية في أكثر من اختصاص، كما تحدّثت عن مسيرتها الوطنية انطلاقاً من الجامعة اللبنانية في جل الديب، إحدى قلاع المواجهة مع الإحتلال والنظام الأمني بحسب وصفها، حيث تُشرف على تعليم الطلاب وتثقيفهم كما تشجيعهم وحثّهم على النضال والمواجهة ورفع الصوت بوجه الظلم، وصولاً الى التعاون مع القيادة القواتية في جزّين، التي استندت الى مسيرتها الناجحة والمميزة في طرح اسمها لدى القيادة لتمثيل “القوات” في الندوة النيابية، وهذه الأخيرة لم تتردد في تبني ترشيحها، كما دعت أيوب النساء إلى العمل على تأهيل الذات من خلال العِلم والمعرفة واكتساب الخُبرات والإقدام على تعاطي الشأن العام وتولّي المسؤوليات بمثابرة ونجاح كي تشكل تجاربهن الناجحة مثالاً لكثير من النساء لخوض غمار الشأن العام.
ولم تنسَ أيوب أن تُحيي عاليه خاصة والجبل عامةً، واعتبرته جبل المصالحة التي توّجها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير بزيارة تاريخية طوت صفحة الحرب الأليمة إلى غير رجعة.
الدكتورة سمر حدّاد تحدّثت عن دور المرأة في الحياة الريفية عبر العصور، حيث كان الرجل يغيب لفترات طويلة فيما تتولى المرأة كافة شؤون العائلة وتحافظ على تماسك الأسرة، ثم تطرّقت حدّاد الى منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية الذي يترأسه حالياً النائب بيار ابو عاصي، وهو أول نائب لبناني يتولّى هذا الموقع فيما تتولى حداد موقع نيابة الرئيس، فتحدثت عن دوره ونشاطه في مناهضة العنف ضد النساء، وفي حث الدول على تشريع القوانين اللازمة لتجريمه ولمنع زواج القاصرات،
وبدورها دعت حدّاد النساء الى عدم التردد في التعاطي بالشأن العام وانتزاع دورهم في الحياة السياسية والوطنية.
من جهتها قدّمت المُناضلة أنطوانيت شاهين شهادة حياة مؤثرة جداً، شرحت فيها ما تعرّضت له من تعذيب واضطهاد وظلم، واعتبرت أنها عادت لتنتصر على ظلام السجن والسجّان، كونها ابنة الإيمان والقضية، وقد خرجت مرفوعة الرأس، تجوب العالم سفيرة للحق والإرادة الصلبة، تنشر ثقافة المواجهة وتحدي الظلم والإنتصار على الألم ورفض الخنوع للظالم.
شاهين تحدّثت عن لحظات الانهزام المعدودة التي دفعتها الى القبول بالتوقيع على شهادة زور، قبل أن يسقط القلم من يدها في إشارة سماوية دفعتها الى تجديد إيمانها بنفسها وبقدرتها على الصمود، متسلّحة بدموع أم ثكلى على ابن شهيد وآخر منفي، وابنة رهينة بين أيدي سجّان بلا ضمير وبلا قلب.
شاهين التي فقدت والدتها منذ ٥٠ يوماً استذكرت جواب أمها لكل مَن سألها يوماً عن جدوى رفض ابنتها “أنطوانيت” توقيع شهادة زور، والتي قد تفتح لها أبواب سجنها للخروج منه، فكان الجواب، بأن شهادة الزور قد تفتح أبواب السجن، لكنها حتماً ستقفل أبواب البيت في وجهها.
شاهين ابنة القضية والإيمان المنتصرة على الظلم، دعت الجميع الى استخلاص العِبر من تجربتها ومواجهة المرحلة الصعبة الحالية برأس مرفوع وإيمان كبير، فالإحباط ممنوع، واليأس مرفوض، والإنتصار حتمي.
فبعد سنين طوال من الظلم والتعذيب، وبعد حُكم جائر بالإعدام، وخسارة القدرة على النطق، والإصابة بالشلل، ها هو السجّان يبحث عن جزيرة تأويه هرباً من عيون المظلومين ومن بشاعة حقيقته، فيما هي ترفع راية قناعاتها ومواقفها الوطنية التي لا تتزعزع فوق المنابر العالمية انتصاراً للحق والإنسان ولبنان.
يُذكر أن شاهين تم تكريمها في فرنسا، حيث مُنحت الجنسية، واستقبلها الرئيس ماكرون في قصر الاليزيه كأيقونة للحرية والأحرار.