إجراء الانتخابات البلدية… ضروري

حجم الخط

للإنتخابات البلدية أهمية قصوى، إذ أنها تؤثر مباشرة على حياة المواطنين. كما تشكّل فرصة لتحديد هوية المسؤولين عن إدارة شؤون البلدات والمدن، وتحديد أولويات العمل وتوزيع الموارد. هذا إلى أهميتها الكبرى في مجال إعطاء فرصة للمواطنين للمشاركة في صنع القرارات المتعلقة بمجتمعاتهم المحلية.

تُعد الانتخابات البلدية من أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لتعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية في المجتمعات، وخصوصاً في الحالة اللبنانية حيث استفحال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ففي ظل هذه الأزمات الصعبة، يتعيّن على السلطات المحلية لعب دور أكبر في حلّ المشاكل التي يعاني منها المواطنون، وهذا يتم عبر اختيار مسؤولين محليين مؤهلين للعمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

من المهم الإشارة إلى أن الانتخابات البلدية تعزز أيضاً الاستقرار والأمن في المجتمعات المحلية، حيث تتيح للمواطنين فرصة للتعبير عن رأيهم والمشاركة في إدارة شؤونهم، وهذا ما يساعد على تفادي الصراعات والاضطرابات الاجتماعية التي قد تحدث في ظل غياب الديمقراطية الحقيقية وعدم وجود آليات كثيرة للتعبير في لبنان، ناهيك عن أنها تدفع قدماً باتجاه تحسين الوضع الاقتصادي، حيث يمكن للمسؤولين المحليين تحديد المشاريع التنموية اللازمة وتنفيذها، ما يعزز النمو الاقتصادي ويوفر فرص عمل جديدة في المجتمع المحلي. ومن خلال الانتخابات البلدية يتمكن المواطنون من التأثير في اتخاذ القرارات المتعلقة بالميزانية المحلية، وتوزيع الموارد بين المشاريع المختلفة وفقاً للاحتياجات والأولويات.

يعمل عدد محدود من الأحزاب في لبنان على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، أي في أيار القادم، ومن بينها حزب القوات اللبنانية الذي يرى أولوية لضرورة إجرائها في موعدها وبشكل نزيه وديمقراطي. كما أعلن وزير الداخلية بسام المولوي، أكثر من مرة، عن نيته تنظيم الانتخابات، حيث اعتبر أن التكلفة المادية لإجرائها مؤمنة.

في المقابل، يبدو أن بعض الأحزاب الأخرى، لا سيما تلك المشاركة في السلطة، ترفض أن تقام الانتخابات البلدية في موعدها، تماماً كما ترفض انتخاب رئيس جديد للجمهورية، عبر احترافها التعطيل والأوراق البيضاء وعدم ترشيح أحد.

على العموم، يبقى أن إجراء الانتخابات البلدية أمر ضروري، ليس لـ”إلهاء الناس” كما يعتبر بعض صغار الفِكر، إنما لأن الرهان على الدولة ومؤسساتها بشكلها الحالي لحل أزمات الناس بات ضرباً من الجنون، ولا مناص من تعزيز البلديات ودورها للتصدي، ولو قليلاً، لأزمات لبنان المستفحِلة.

 

ميرا الخوري – دائرة الإعداد والتدريب – جهاز التنشئة السياسية

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل