…وضاعوا الشباب

حجم الخط

لم ينسَ اللبنانيون بعد، هجوم “الحزب” على دول الخليج، حتى استفاقوا على تهليل الممانعة للاتفاق السعودي ـ الإيراني، ومرة جديدة على قاعدة، “ليتني كنت أعلم”.

صدمة خبر الاتفاق الذي تلقاها الحزب الممانع، الذي أمعن بالتهجم على الخليج والسعودية، استتبع بتبريرات وتحليلات مضحكة، لشدّ عصب الجمهور المصدوم الذي سار مرة جديدة مع قيادته، الى حيث لا يعلم، فصار هو والقيادة آخر من يعلم.

يقول عضو المجلس المركزي في “الحزب” نبيل قاووق “إننا لا ننتظر أي تسوية خارجية لا ثنائية ولا خماسية تفرض على اللبنانيين مواصفات وأسماء لرئاسة الجمهورية”.

واضح. ما إن خرج خبر الاتفاق الى الإعلام، حتى بدأ “الحزب” بالتهليل له، وضجت صفحات مناصريه على مواقع التواصل الاجتماعي بالترحيب حتى خيّل الينا أن السعودية لطالما كانت حليفة “الحزب”…

يقول قاووق، “الحزب وحركة أمل والحلفاء والأصدقاء فتحوا أفقاً لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي، أما وصول رئيس للتحدي والمواجهة، فأصبح من الماضي”.

فعلاً، في التحليل هذا ما لا يمكن أن يفهمه عقل. فات قاووق أن في لبنان مكونات أساسية أخرى، غير “الحزب” و”حركة أمل”، فاته أيضاً أن فريقه لا يزال حتى اللحظة، غير قادر على تأمين الأصوات اللازمة للإتيان برئيس بمواصفات الممانعة، وأكثر ما غاب عن ذهنه أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله، سمّى منذ أقل من أسبوع، مرشح الممانعة النائب سليمان فرنجية في السباق الى بعبدا، فعن أي توافق بالتحديد يتحدث؟

حديث قاووق عن أن “فريق التحدي والمواجهة، ضخّم حجمه ورفع شعارات أكبر من واقعه وقدرته، وقد جرّب 11 جلسة وفشل”، فيه من الاستهزاء باللبنانيين ما “غاض وفاض”، وهو مردود بطبيعة الحال الى “الحزب” الذي بات عليه أن يعي، “أنه ليس بالسلاح غير الشرعي، والفوقية والغطرسة والتهديد، يمكن له أن يستمر في لبنان، خصوصاً عندما تقرر إيران أن مصالحها فوق كل اعتبار، فتنسى “المقاومة” والصمود، وجولات ما بعد بعد حيفا.

يقول قاووق إن “الاتفاق الإيراني السعودي يشكّل فشلاً استراتيجياً مزدوجاً لإسرائيل وأميركا، وضربة قاضية للمشروع الإسرائيلي الأميركي بإنشاء ناتو عربي إسرائيلي ضد إيران، وأن إسرائيل تصرخ وجعاً”.

لن ندخل في تفاصيل العلاقة بين إيران وأميركا وإسرائيل، ولا بين “الحزب” وأميركا. توقيع اتفاق ترسيم الحدود، وإدراجه في الأم المتحدة على أنه معاهدة بين البلدين اللدودين خير جواب على هذه الهرطقة.

أما بعد، يبقى أن يكون هذا الاتفاق عبرة لمن اعتبر، فيعود من يتولى إدارة “الحزب” الى لبنان، بعيداً من الدجل السياسي والنفاق التهويلي.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل