هرّ “صيرفة” العجوز يلهث خلف فأر الدولار الأسود الرشيق

حجم الخط

يؤكد خبراء اقتصاديون وماليون، أن “دولار منصة صيرفة سيواصل لهاثه للّحاق بدولار السوق السوداء الذي (ملَك سعيداً) أمس الثلاثاء على عرش الـ100.000 ليرة، علماً أن (في طبعه الطمع) وعينه على أرقام أعلى”، معتبرين أن “الهدف الأساسي لإنشاء مصرف لبنان للمنصة بات شبه معدوم، بعد فشلها في لجم ارتفاع الدولار”.

ويشير الخبراء، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أنه “لدى إنشاء صيرفة في أيار العام 2021 على سعر 12.000 ليرة للدولار، بغاية تأمين عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية النقدية، وتحديداً الدولار، وإتاحتها للتجار والمستوردين والمؤسسات وللأفراد العاديين، على أن يقوم مصرف لبنان بالتدخّل عند اللزوم لضبط التقلبات في أسعار سوق الصرف، كان يهدف إلى الحدّ من عمليات المضاربة على الليرة والسيطرة على الدولار”.

ويضيفون، أن “خطة البنك المركزي كانت تهدف بداية إلى تقليص الفارق ما بين الدولار الأسود ودولار المنصة، وصولاً إلى لجمه ووقف ارتفاعه في مرحلة ثانية، لتصبح الأخيرة هي المصدر الأساسي لتمويل حاجات السوق من الدولار، على أمل أن يصبح دولار المنصة هو دولار سوق الصرف الموازية”.

ويعتبر الخبراء، أنه “من المستحيل التعويل على منصة صيرفة لضبط ارتفاع الدولار. وحتى لو نجحت في فترات معينة بلجمه وخفضه، فالجميع يلاحظ أن العملية تكون مؤقتة، ولا تصمد سوى لأيام، وفي فترة سبقت امتدت أحياناً لأسابيع. لكن الأكيد أن دولار السوق السوداء كان يعاود الارتفاع في كل مرة، لأن المشكلة الأساس تبقى شحّ السيولة بالدولار، والأزمة الاقتصادية والمالية العميقة”.

ويلفتون، إلى أن “سعر دولار صيرفة بدأ في أيار العام 2021 بـ12.000 ليرة، ليختم أيار من العام 2022 بـ24.500 ليرة، وربما يبلغ الـ100.000 ليرة في نهاية أيار المقبل، طالما لا معالجات إصلاحية جدّية، ولا انفراجات سياسية، ولا تغيير في نهج التعاطي، وسط تخبُّط مالي نقدي قضائي لا يُنتج سوى المزيد من التدهور”.

ويؤكد الخبراء، أن “الرهان على صيرفة سقط، وهي عملياً باتت أشبه بهرّ عجوز يحاول اللحاق بفأر الدولار الأسود الرشيق”، لافتين إلى أنه “بعدما كنا نشهد قفزات كبيرة للدولار الأسود، لعلَّنا وصلنا إلى مرحلة قفزات دولار صيرفة الكبيرة، لمحاولة تقليص الفارق مع دولار السوق السوداء الخارج عن السيطرة”.

ويعتبرون، أن “تطور سعر دولار صيرفة مع تفاقم الأزمة وتفلُّت دولار السوق السوداء، خير دليل. فمن سعر 12.000 ليرة للدولار على صيرفة عند إنشائها، إلى 24 ألفاً ومن ثم 30 ألفاً و38 ألفاً و45 ألفاً، ثم وبقفزة واحدة مطلع آذار الحالي إلى 70 ألف ليرة بعدما تخطَّى الدولار 90.000 ليرة في السوق الموازية، ليصل قبل يومين إلى 75.800 ليرة مع مواصلة الدولار ارتفاعه وبلوغه نحو 95.000 ليرة”.

ويرى الخبراء، أنه “بناء على ذلك، ليس مفاجئاً رفع مصرف لبنان أمس الثلاثاء، سعر دولار صيرفة إلى 78000 ليرة بعدما تخطّى دولار السوق السوداء الـ100.000 ليرة. علماً أن الارتفاع المضطرد لدولار صيرفة سيرتِّب أعباء إضافية على المواطنين الذين باتوا يدفعون رسوم وضرائب عدة وبدل خدمات مثل الخليوي والكهرباء وغيرهما على سعر المنصة”.

والأخطر، وفق الخبراء ذاتهم، “شبه التسليم من المسؤولين المعنيين، وفي مقدمتهم البنك المركزي كما يبدو، بأن تراجع سعر دولار صيرفة عن الحدّ الذي يبلغه كل مرّة، بات أمراً خارج حساباتهم. فضلاً عن أن ذلك اعترافاً ضمنياً من قبلهم بعجزهم عن مواجهة الأمر الواقع، بأن حالة الليرة متدهورة أكثر من مستوى دولار صيرفة”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة

خبر عاجل