حان وقت الاعتراف 

حجم الخط

حان وقت الاعتراف بأن لبنان لن يقوم بوجودهم. محاولات التجميل سقطت، ومعها مسار التفاهمات. لبنان الوطن مفقود على أيدي زمرة واضحة المعالم، بعضها مريض منذ عشرات السنين بـ”الأنا” والطمع والفساد ودناءة النفس، وكل العلاجات لم تنفع معه، والبعض الآخر موجود على أرض هذا الوطن، لكنه لا يحمل الانتماء للهوية إنما ينفذ مشروعاً، لبنان جزء منه.

واقع عايشناه وأوصل الشعب اللبناني، لأي طائفة أو مذهب انتمى إلى درك غير مسبوق، وهو دليل قاطع إلى أن الأزمة ليست أزمة طوائف، بل تطاول الجميع بلا استثناء، صفتها وطنية، أوصلنا إليها فاقدو الوطنية والهوية، أولئك المستعدون لقبع لبنان عن بكرة أبيه تنفيذاً لمشاريعهم.

لبناننا نحن، ذلك الذي كان ينبض بالحياة، ليل شوارعه كنهارها، شعبه كريم معطاء، مطاعمه “مفولة”، حولوه الى مستنقع أشباح وساحة مستباحة للسرقة والخطف، ينشط فيها الانتحار والقتل. نعم، حان وقت الاعتراف، استطاعوا قتل وطننا ليقيموا على جثته مزرعة، ظالمة ومظلمة، هي أوضح تعبير عن نفوسهم وأخلاقياتهم ولا إنسانيتهم.

صحيح أنهم قتلوا لبنان الحياة لكنه يومياً يولد فينا من جديد، نحن الذين نحاول الصمود على الرغم من صعوبات لا تنتهي. كل طعنة في خاصرة لبنان تقوي فينا غصباً عنهم انتماءنا لكيان لبنان الوطن الحقيقي السيد الحر المستقل.

لبناننا هذا لن يقوم بوجود هؤلاء الحكام الجائرين، وتحكّمهم بمصيرنا وحياتنا إنما بانكفائهم الذي يتطلب جمع قدرات القوى المعارضة والسيادية للتمكن من الوقوف صفاً واحداً خلف مشروع تحرير لبنان من قبضتي السلاح غير الشرعي ونفس الفساد المزروع في كل إدارات الدولة التي استباحوها وجعلوا منها دهاليز لصفقاتهم.

صحيح أن مسار النهوض طويل ويتطلب منا أملاً والتزاماً وتضافر جهود، لكنه ليس بمستحيل، ولا بد أن يقوم وطن الأرز مجدداً لكل أبنائه مع سلطة حاكمة جديدة ومتجددة، تملأ الكراسي قيمة وتعيد القرار من طهران الى بيروت، فيصبح قراراً لبنانياً أصيلاً.

لبنان لنا لأننا لبنانيون لا مستأجرين ولا مؤجرين لأرضنا، وأحد مهما بلغ حجمه، ومهما علا إصبعه، ومهما استند الى خبثه، لن يأخذه منا ولو شعرنا أحياناً كثيرة بضيق وأمل مفقود ومستقبل مجهول، حياة لبنان ستزهر مع كل ربيع فينا.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل