أظهرت بيانات جديدة صدرت عن موقع التوظيف وشبكة التواصل المهني العالمية (LinkedIn) أن أكثر من ثلث الموظفين سيستقيلون من وظائفهم إذا أجبروا على العودة إلى المكتب بدوام كامل. ووجدت الأبحاث التي أجراها الموقع أن “غالبية الموظفين في بريطانيا يريدون من أصحاب العمل الاستمرار في اتباع نموذج عمل مرن، و34%، سيبحثون عن وظائف بديلة إذا لم يعد العمل الهجين متاحاً، أي العمل بمرونة بحيث يتم إنجازه من المنزل أحياناً ومن المكتب أحياناً أخرى.”
وقال الموقع، إنه “على الرغم من استمرار الطلب على العمل المرن، انخفض عدد الوظائف الشاغرة المعلن عنها باعتبارها مرنة أو منزلية للشهر العاشر على التوالي وذلك في شباط الماضي”، بحسب ما نقل تقرير نشرته جريدة “Daily Mail” البريطانية.
وتتأثر النساء بشكل خاص بدافع العودة إلى المكتب، إذ إن أكثر من نصفهن قد استقلن بالفعل أو فكرن في الاستقالة من وظائفهن نتيجة الافتقار إلى المرونة. ويطلب العديد من مسؤولي التوظيف في بريطانيا من الموظفين العودة إلى المكتب بدوام كامل بعد أن أدت جائحة فيروس كورونا إلى قيام ملايين الأشخاص بتغيير أنماط عملهم بشكل كبير. وقال نصف أصحاب العمل الذين استطلع موقع التوظيف آراءهم إنهم يرغبون في أن يكون عملهم في المكتب بشكل متكرر.
وتُظهر بيانات “لينكدإن” أن “60%، من الموظفين في بريطانيا يفكرون في تغيير الوظيفة هذا العام، ومع ذلك سيبقى خمسهم إذا سُمح لهم بأنماط عمل مرنة. ويأتي ذلك في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من 10%، من جميع الوظائف المعلنة تعتمد نظام العمل عن بعد، وذلك خلال شهر فبراير الماضي، وبانخفاض بأكثر من 30%، عن نفس الفترة من عام 2022”. ووجدت أيضاً أن “أصغر القوى العاملة في بريطانيا هم أولئك الذين ينتمون إلى الجيل (Z)، وهم أقل عرضة للتقدم للوظائف المنزلية من الأجيال السابقة.”
بدورها، حذرت المدير الإقليمي لشركة “لينكد إن” نيجير مويز، من “المخاطر التي قد تتعرض لها الشركات إذا أزالت جميع وظائف العمل المرن.”
وقالت، “شهد الوباء ثورة في كيفية عمل الناس، وبالنسبة لغالبية الشركات، كانت التجربة العظيمة في العمل عن بُعد أكثر نجاحاً مما توقعه أي شخص على الإطلاق”.
وأضافت: “بعد ثلاث سنوات، تكيفنا مع طريقة عمل جديدة ومرنة، وبالطبع لا يرغب معظم الناس في العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل وباء كورونا”. وتابعت، أننا “نعلم أن المرونة تجلب جميع أنواع الفوائد -بما في ذلك كونها حافزاً كبيراً للموظفين مما يعني أنه من الضروري لأصحاب العمل مراعاة ذلك عندما يتعلق الأمر بجذب أفضل المواهب”.
ويساعد العمل في المنزل أو ساعات العمل المرنة الآباء ومقدمي الرعاية والموظفين الذين يعانون من ظروف صحية معينة على الحفاظ على قدر أكبر من الاستقلالية وساعات العمل بدوام كامل والتي قد لا يتمكنون من إدارتها في المكتب.