أوضح وزير الاشغال في حكومة تصريف الاعمال علي، أننا “نطل على أمهات لبنان وعلى اللبنانيين مجدداً على بوابة لبنان إلى الخارج، على مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، لأزف لهن ولفلذات أكبادهن وللبنانيين جميعاً، بُشرى أمل في زمن تتالت فيه المحن بلا كلل، إنها بُشرى إطلاق وزارة الأشغال لمشروع بناء مبنى جديد للمسافرين في المكان الذي تواجد فيه مبنى الشحن القديم ، كمشروع تكاملي لمبنى المسافرين الحالي”.
وقال حمية، خلال حفل “إطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار رفيق الحريري الدولي” في السرايا اليوم الاثنين، “لم يكن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 2018-5-16، والمتعلق بالموافقة على المخطط التوجيهي العام لتطوير وتوسعة مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي، إلاّ كنتيجة حتمية تهدف إلى معالجة الاختناقات الناتجة عن شدة الازدحام في مبنى المسافرين الحالي، ذلك بعد أن تجاوزت حركة المسافرين سقف التشغيل والسعة، التي صُمّمَ المبنى الحالي من أجلها والمحددة بستة ملايين مسافر سنوياً، لكن ما حدث أن هذه الأعداد وحركة المسافرين قد ازدادت في السنوات الأخيرة، وبما أن الوضع المالي للدولة يقف حائلاً أمام أي استثمار جديد لتوسعة وتطوير المطار، والذي لم يشهد تشييد أية إنشاءات جديدة منذ العام 1998، ولأننا مصرون على التطوير والنهوض بهذا المرفق والذي يعد دعامةً أساسية من دعائم الاقتصاد الوطني، كان القرار في الوزارة باللجوء إلى استقطاب التمويل والاستثمار من الخارج سنداً لأحكام قانون رسوم المطارات المعني بهذا الشأن”.
وأوضح أنة “تمويل وتصميم وتشييد وتجهيز وإشغال وصيانة وتشغيل المنشآت والمباني واستثمار المبنى الجديد الذي نحن بصدد الإعلان عنه، سيكون بتكلفة أولية تتجاوز المئة وأثنين وعشرين مليون دولار أميركي، مدفوعة بالكامل من القطاع الخاص، من دون أن تدفع الدولة اللبنانية دولاراً واحداً، وذلك سيتم عبر الشركة اللبنانية للنقل الجوي (لات)،علماً بأن مدة إنجاز هذا المشروع هي أربع سنوات ، تنتقل بعدها ملكية هذه المنشآت فور إنجازها إلى سجل المساحات المبنية العائدة للطيران المدني، وهذا بحد ذاته مكسب وطني بقيمة تزيد عن المبلغ المذكور، هذا فضلاً عن أن شركة (daa Intl )الإيرلندية المتخصصة في إدارة وتشغيل المطارات الدولية والإقليمية ، ستقوم بتشغيل مبنى المسافرين 2، وذلك ضمن رؤيتنا القائمة على ضرورة إشراك القطاع الخاص في تشغيل المرافق العامة، كضمانٍ لزيادة إنتاجيتها، وعلى أن يُصار إلى افتتاح هذا المبنى في الفصل الأول من العام 2027 “.
وتابع أن “هذا المشروع ،سيؤمن للمطار طاقة استيعابية إضافية تقدّر ب 3,5 مليون مسافر، وكما أنه سيتيح حركة انسيابية للمسافرين، وسيقدّم لهم، وللطائرات ولشركات الطيران جميع الخدمات بطريقة منفصلة وتكاملية وليست تنافسية أو إلغائية لمبنى الركاب الحالي، فالرؤية والأهداف الاستراتيجية له، فرضت علينا التوجه نحوه، كمشروع استنهاضي في زمن أقل ما يقال عنه بأنه زمن الضمور مع الأسف الشديد ،كونه سيؤمن أكثر من 500 فرصة عمل مباشرة و2000 فرصة عمل غير مباشرة، ومن دون تكبيد الدولة أية أعباء مالية، فضلاً عن أنه يستهدف استقطاب شركات الطيران منخفضة التكلفة ويشجع على السياحة على مدار العام، وكذلك الرحلات العارضة والناقلة للحجاج والمعتمرين والزائرين والسياح الموسميين، وبفضل هذا وذاك سيكون هذا المشروع رافدا إضافيا من الروافد المالية التي تؤمنها مرافق وزارة الأشغال العامة والنقل لصالح الخزينة العامة”.
وقال حمية، “في زمن اهتزت فيه الثقة بلبنان، وفي زمن السقوط في حُفر الأزمات، وفي زمن رهانات البعض على افتقاد لبنان لميزاته الفريدة في ظل متغيرات جيوسياسية داهمة في المنطقة والعالم ، وفي زمن انعدمت فيه الاستثمارات أو كادت في مرافق الدولة ولألف سبب وسبب ، وفي زمنٍ خيّم فيه الألم على الأمل، ها نحن نقف اليوم ومن خلال الإعلان عن هذا المشروع – لنعود ونؤكد بأن رهاننا على تفعيل مرافق الدولة والقيام بالإصلاح فيها، قد أثمر، وها نحن نثبت –وبالدليل-، بأن شعار نهضة لبنان من نهضة مرافقه، يتجسّد واقعاً على أرضها ، وها نحن بمشروعنا هذا، نعلنها رسالة إلى العالم أجمع بأن لبنان كان ولا زال وسيبقى بلداً جاذباً للاستثمار، وأن مرافقه من مرافئه ومطاره والاستثمار فيها لا تزال قبلةً لكل الراغبين بذلك تحت سقف سيادة الدولة على أصولها ، هذا فضلا عن أن رهان البعض على مكوثنا طويلاً في مربع النزف والاستنزاف، سنواجه حتماً بإرادة النهوض من بين الركام، متكئين على أجيالنا وطاقاتها، وعلى كل المخلصين من أصدقائنا في العالم”.
بدوره، أشار وزير الدولة الإيرلندي جايمس براون، إلى أنه “يسعدني أن أكون هنا للاحتفال بإطلاق مشروع مبنى الركاب رقم (2) في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت. تتمتع أيرلندا ولبنان دائمًا بعلاقات ثنائية ممتازة وهناك عاطفة كبيرة بين الشعب الأيرلندي لهذا البلد الذي نتشارك معه الكثير من أوجه التشابه. كلانا بلد صغير، وعلينا أن نكافح من أجل تحقيق استقلالنا السياسي والاقتصادي، ولطالما أبدت شعوبنا روحًا قوية من المبادرة.
وأضاف، “سيسمح لنا توقيع هذا العقد بتعميق الروابط الاقتصادية بين بلدينا ومواصلة تطوير علاقاتنا القوية والطويلة الأمد. أود أن أهنئ دولة رئيس مجلس الوزراء ا نجيب ميقاتي ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن على إطلاق المبنى رقم (2). هذا مشروع مهم للغاية وأنا على ثقة من أنه سيساعد مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت على مواصلة تقديم خدمات على مستوى عالمي.
ولفت إلى أنه “كما أرحب بالتوقيع، في وقت لاحق اليوم، على مذكرة تفاهم بين المديرية العامة للطيران المدني و daa International للعمل معًا لتحسين تجربة الركاب والكفاءات التشغيلية في مطار بيروت”.
وقال ” كما تعلمون، فإن daa International هي شركة تجارية أيرلندية شبه حكومية، تحظى بالدعم الكامل من الحكومة الأيرلندية. تعمل على مستوى العالم وهي راسخة بشكل خاص في الشرق الأوسط، وتدير مطارات في جدة والبحر الأحمر والرياض. ستقدم شركة daa International، التي تعمل بالشراكة مع LAT، معايير وخبرات عالمية لهذا المشروع، مع التركيز على تطوير المواهب اللبنانية ضمن فريق العمل. من الإيجابي بشكل خاص أن نرى التعاون بين الشركات الأيرلندية واللبنانية في صناعة الطيران مستمرًا في النمو”.