تقديم ساعة ساحة النجمة أولوية

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

 

يقف لبنان أمام الساعة يحسدها، لأنها، ولو ببطء، تتقدم عقاربها نحو المستقبل، أما هو فيقتله جمود المسؤولين وتشبثهم، على الرغم من التحذيرات الدولية. إذ يُعتبر التوقيت من أهم فنون القيادة، وهو العنصر الأساسي لكل مشروع استثماري أو حتى خطوة حياتية. أما المعنيون في البلد فهم الأبعد من معايير القادة الناجحين، والأكثر فشلاً في الفرص الاستثمارية، والأكثر انحداراً عن واقع الحياة اليومية. وما يفيد اللبناني اليوم هو “دقة” ساعة ساحة النجمة ودخانها الأبيض، وبعدها تشكيل حكومة جدية تعيد الحياة إلى مجراها الصحيح، في أسرع وقت ممكن.

وساعة الحقيقة في ملف الانتخابات البلدية لم تدق بعد، منتظرة وقف تقاذف المسؤولية بين السلطات، علماً أنه الاستحقاق الوحيد الذي يمكن أن يبرهن مدى نجاح اللامركزية الإدارية، وربما هذا ما يخشاه البعض.

وتوقفت مصادر “اللواء” السياسية عما أسفر عنه لقاء رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن قرار أصدره الأخير بوقف العمل بالتوقيت الصيفي مؤقتاً طيلة شهر رمضان المبارك، بالتزامن مع تسريب صوتي، بينما كان المواطنون، يتطلعون الى مواقف، تحاكي اوجاعهم ومعاناتهم، جراء الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي الذي لم يعهده لبنان من قبل، ولا سيما بعد المواقف الزلزالية لرئيس صندوق النقد الدولي، الذي كشف عن وضع مالي خطير مقدم عليه لبنان، اذا لم تستدرك الحكومة والسلطات اللبنانية باتخاذ القرارات اللازمة والسريعة، على صعيد إتمام الإصلاحات المطلوبة في الوزارات والمؤسسات العامة، وتعديل مشروع قانون الكابيتال كونترول وخطة الإصلاح المالي وهيكلة المصارف وغيرها.

وعلى ضفة الاستحقاقات، رفض عضو تكتل الجمهورية النائب غياث يزبك الربط بين الأزمة الرئاسية والخلاف المسيحي – المسيحي، رفضاً قاطعاً، ويرى فيه “محاولة لتشويه الحقائق والوقائع”، وهو ما لا يختلف معه الحزب “التقدمي الاشتراكي” على لسان النائب بلال عبد الله، معتبراً أن المشكلة في النظام الطائفي والانتخابي.

ويقول يزبك لـ”الشرق الأوسط”، إنه “بات هناك نوع من الاستسهال عبر تحميل الأخطاء للمسيحيين والقول إنه إذا اتفقوا تحل الأزمة، لكن الواقع ليس كذلك، وهذا الكلام هو نوع من ذر الرماد في العيون ورمي مشاكل الممانعة (حزب الله وحلفاؤه) على المسيحيين”.

بلدياً، علمت «الجمهورية» من مصادر حكومية انّ مجلس الوزراء لن يتلقّف كرة النار في ملف الانتخابات البلدية التي يتم تقاذفها بين القوى السياسية خصوصاً انّ الوقت اصبح داهماً جداً، إذ يفترض ان يدعو وزير الداخلية والبلديات الهيئات الناخبة قبل الأول من نيسان وهو يجهّز لوائح الشطب لهذا الغرض، لكنّ المشكلة الأساسية تكمن في تأمين الاعتمادات اللازمة لإجراء العملية أو يطالب بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وبكلا الحالتين يحتاج الى عقد جلسة تشريعية وميقاتي يرفض رفضا قاطعا ان يضع هذا البند على طاولته لأنه من صلاحية المجلس النيابي وليس الحكومة والّا فالفراغ التلقائي على الأبواب.

دولياً، ذكرت مصادر دبلوماسية لـ”الجمهورية” انّ مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف ستكرر خلال زيارتها تأكيد مجموعة الثوابت في السياسة الخارجية الأميركية تجاه لبنان وتؤكد الاستمرار في دعمه خصوصاً على المستوى الإنمائي والإنساني، عَدا عن دعمها المستمر للجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى.

وترى المصادر أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف لا تحمل معها أية مبادرة رئاسية واضحة ولا تحمل كذلك اسم مرشح مفضل، بل انها ستذكّر بتوصيات مؤتمر باريس الخماسي حول لبنان الذي انعقد في شباط الماضي.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل