أوضح الأمين العام لحزب القوات اللبنانية إميل مكرزل، أن “الإشكالية ليست فقط مشكلة نظام إنما معطوفة على هيمنة السلاح على الحياة السياسية اللبنانية التي تعطّل أي تفكير بالتغيير الجذري، لذلك علينا ترتيب سلّم أولويات المواجهات”.
وأضاف مكرزل ضمن برنامج “الجمهورية القوية” مع الإعلامية كارلا قهوجي عبر إذاعة “لبنان الحر”، اليوم الاثنين، أن “لبنان يدفع ثمن تموضع حزب الله الداخلي والخارجي، وعدم قدرتنا على حمل اقتصاد بلدين، فالمشكلة إذاً بفريق وضع حدوداً لثورة الشعب في 17 تشرين 2019. وليس من السهل انكفاء الحزب ورجوعه للبنان، وانعكاسات الاتفاقيات على بيروت تصل أخيراً”.
وأشار إلى أن “تكتل الجمهورية القوية يتحدث مع جميع الأفرقاء داخل البرلمان، والتوازن السلبي الموجود هو “إيجابي”، ولَولا ذلك لكانت المعارضة اليوم أتت برئيس تابع لحزب الله منذ اليوم الأول”، لافتاً إلى أن “رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا يستطيع الوصول للرئاسة، وإلّا لكان رئيس مجلس النواب نبيه بري فتح الجلسات، ولدينا قدرة كبيرة للوقوف أمام الممانعة وبالمفهوم السياسي هناك نسبية للعمل”.
وقال مكرزل، إن “رئيس الجمهورية السابق ميشال عون كان أكبر شخص يعوّل عليه الناس كصديق مع حزب الله ولديه كتلة كبيرة ويمثّل وزناً مسيحياً كبيراً فماذا فعل خلال عهده؟ وبالتالي تموضع فرنجية معروف ولا يمكن إيصاله للرئاسة”.
وأردف، “حزب الله موجود في القضاء والمرفأ بحجمٍ كبير، فكيف تدخل النترات إلى المرفأ ولا يعرف أحد؟ وكيف تتعطّل ثورة الشعب؟ فالدولة التي يريدها الحزب هي فقط جباية الضرائب من “الأوادم” لتمويل فسادهم ومشاريعهم”.
وأضاف، “هناك شعور خطير يطاول اللبنانيين الأحرار باتجاه عدم أخذ حقوقهم، وبالتالي الحوار اليوم لن يوصلنا إلى حلّ”.
وقال مكرزل، “من سخريات القدر أنه حتى حزب الله لا يسير بالنائب جبران باسيل للرئاسة، فالفراغ أرحم من رئيس صوَري و(جرّبنا) لكننا لم نصل للنتائج التي نريدها، والإشكالية اليوم ليست بين المسيحيين كما يريد بري والحزب تصويرها، إنما مشكلة بين مدرستَين ومشروعَين مختلفَين تماماً، والحوار السطحي والشكلي “على فنجان قهوة هو الذي يُدخل البلد بأزمة طائفية”.
وأكد أننا “مُصرّون على الإتيان برئيس يقفل الحدود ويقف بوجه خطاب الحزب الذي يعزلنا عن الدول ويعالج الملفات المطروحة، وإلاّ لا نريد رئيساً أبو ملحم”، مشيراً إلى أن “النائب ميشال معوض عبّر عن استعداده للتنازل لأي رئيس تُجمع عليه المعارضة”.
واعتبر مكرزل أن “انعكاس الأزمة السورية على لبنان تفاقم بتدخل الحزب بها مباشرة عبر فتح الحدود وتمويل النظام السوري بالمحروقات والغذاء واليوم بالدولار”.
وأكد أننا “لن نقبل بأي تسوية مهما بلغت الأمور ولن يصل رئيس من خط الممانعة و(كل شي إلو وقتو)”، موقفنا لن يتغيّر بطريقة حلّ الأزمة الحالية، وانطلاقاً من موقفنا نتعامل مع الدول الخارجية وليس العكس”.
وقال، “القوات عوّدت ناسها على مواقف اللاشعبوية ورئيس القوات سمير جعجع يصرّ دائماً على المواقف المبنية على المقاربة العلمية، كما أن التكتل يعمل أيضاً بشكل كبير وفعّال على جميع الأصعدة التشريعية والسياسية. إن القوات وسيلة لتحقيق القضية والدفاع عن الإنسان، ونُعيد إعادة صياغة داخلية لتفاعلنا مع الأزمة الحالية، والقوات إن اهتزّت لكنها لا تقع بفضل عمل كل الرفاق على الرغم وضعهم الاقتصادي والنفسي والاجتماعي، وهذا نراه بشكل يومي بالعمل القواتي”.
وأضاف، “هناك لاعبان في المشهد السياسي، فإذا سحبنا الحزب يصبح الوضع إيجابياً جداً في لبنان، وإذا سحبنا القوات يصبح الوضع سلبياً جداً”. وكشف مكرزل عن تحضيرات تقوم بها القوات لإجراء الانتخابات على مستوى “الهيئة التنفيذية” خلال هذه السنة، بالإضافة إلى انتخاب رئيس ونائب رئيس للحزب.