دائماً ما كان يلفتني المثل القائل، “إذا كان الديك دليلك، فباب القنّ مأواك”.
ما حصل الأسبوع الماضي على صعيد الاستخفاف بموضوع مهم وحيوي للكثير من القطاعات العاملة وللتواصل مع باقي العالم من اللعب بالقوانين بما خصّ اتباع التوقيت العالمي، استدعى الكثير من الاستهجان والاستنكار والرفض، لحد العصيان على القرار، خصوصاً الطريقة البدائية التي أدّت الى اتخاذ هكذا قرار.
صحيح أنه أمر مشين ومخالف لكل القوانين والأعراف واللياقات… لكن، أليس هكذا يُحكم لبنان منذ أوائل تسعينات القرن الماضي الى اليوم؟ وهذا ما أوصلنا الى ما نحن فيه من مصائب وكوارث؟
منذ التسعينات، وبعدما قُدّم لبنان بأكمله الى المحتل السوري على طبق من فضّة، وعن سابق تصور وتصميم، عيّن المحتل حاكماً للبنان اسمه غازي كنعان ومن ثم رستم غزالة.
كل ما كان يحصل في الدولة اللبنانية على مدى كل تلك السنين، يشبه بشكل متطابق الطريقة التي شاهدناها بأم العين عن كيفية وآلية اتخاذ القرارات، العادية والمصيرية، في الدولة.
حتى ولو لم يكن هناك تصوير وتسريب، إلا أن كل المذكرات التي كتبها أصحابها، والأخبار المسربة من بعض الشخصيات، تدل على أن الحاكم السوري كان يتحكم من مركزه ومن خلال هاتفه، بكل ما يدور في مؤسسات الدولة، من تعيين رئيس جمهورية وحكومة ووزراء وقضاة ومدراء عامين وقوانين انتخابية… نزولاً الى أصغر موظف في الدولة اللبنانية.
فمن اغتيال الشهيد رينيه معوض لأنه رفض أوامر الحاكم باجتياح المناطق الشرقية، الى انتخاب والتمديد لإميل لحود غصباً عن كل النواب المعارضين وتهديد غازي كنعان لهم مباشرة بالقتل، الى بنك المدينة الذي كان يلعب بأمواله رستم غزالة على هواه، وما بين كل هذا وذاك من تعيينات وتلزيمات ومحاصصات… ناهيك عن سياسة لبنان الخارجية التي كانت بكاملها بيد الحاكم المحتل. كلها تؤكد أن المسؤولين اللبنانيين تعودوا على هذه الطريقة في الحكم وورثوها بتفوق عن أسيادهم السوريين.
المعيب بكل ما رأيناه، محاولة تحوير الموضوع بشكل معيب الى مشكلة طائفية بين المسيحيين والمسلمين، في حين أن صلب المشكلة بعيد كل البعد عن الطوائف، والمسيحي والمسلم يهمه الانتظام العام داخلياً وخارجياً، فأين هي المشكلة الطائفية يا تجار الطوائف والدين وأنتم أبعد ما يكون عن كل الأديان؟؟
هكذا يتصرف ويلعب حكامكم أيها اللبنانيون بمصيركم ومصير أولادكم ومستقبل وطنكم حتى أوصلونا لنكون في بلد شبيه قنّ الدجاج، هكذا يحكمونكم على فنجان قهوة وشو يا خال، وأنتم عند كل فرصة للتغيير والإتيان برجال دولة حقيقيين ووطنيين وضنينين على مصالحكم ومصالح وطنكم، تعودون من جديد وتجددون البيعة لهؤلاء اللاعبين بمصيركم… فهنيئاً لكم.