“مأساة” فرنجية مع الثنائي… “ومن الحب ما أذى”

حجم الخط

في حين يواصل فريق الممانعة حملة الترويج لمرشحه الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تتكثَّف العناصر المحلية والإقليمية والدولية التي تُبعد قصر بعبدا، للمرة الثالثة، عن الأخير، الذي لا تُخفي أوساط سياسية مطلعة “انزعاجه من الاحتضان الشديد والحب الكبير اللذين يحيطهما به (المحور)، إلى حدِّ دفعه ربما ليردِّد مقولة الشاعر العربي عبد الملك الأصمعي ـ بتصرف ـ (ومن الحب ما أذى).

وترى الأوساط ذاتها، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “فرنجية كان لا يزال يدرس إعلان ترشيحه وتوقيته، بانتظار إشارات دولية وإقليمية مؤاتية. وهو الذي لطالما قال ولا يزال مقتنعاً بأن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان يتم في سياق مرحلة دولية وإقليمية بقواعد معينة، وصاحب الحظ الرئاسي هو من تنطبق عليه مواصفات المرحلة، فيأتي من ضمنها وتماشياً معها”.

من هنا، ووفقاً لكلام فرنجية ذاته، “لعله كان يفضِّل عدم تسرُّع رئيس مجلس النواب نبيه بري في إعلان ترشيحه، ومن ثم زيادة الطين بلّة في إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله دعمه العلني والمباشر”، بحسب المصادر، التي ترى أن ذلك “جعل فرنجية لصيقاً أكثر بمحور الممانعة، وهي الصورة التي كان يحاول التخفُّف منها وإعطاء انطباع أنه على استعداد ليكون في موقع وسطيّ، على الرغم من صعوبة ذلك، لكن هي محاولة”.

وبرأي المصادر عينها، أنه “من الصعب ألا يكون فرنجية مدركاً بأن مواصفات المرحلة الدولية الإقليمية، التي يتبنَّى أهميتها، لا تنطبق عليه، ونتائج لقاء باريس الخماسي واضحة لهذه الناحية. فالرياض على موقفها الثابت من عدم الدخول في لعبة الأسماء، والتمسُّك بشروطها المضمَّنة في الورقة الكويتية الشهيرة، أي مواصفات رئيس سيادي بعيد عن سياسة الاصطفاف، وإصلاحي لا تحوم حوله شبهات فساد. والتمنيات التي بُنيت على اتفاق سعودي ـ إيراني يعزِّز حظوظ مرشح الممانعة، تبيَّن أنها كانت أوهاماً محبطة”.

وتضيف، “الموقف الأميركي أيضاً يصبّ في الاتجاه ذاته، وعبَّرت عنه أخيراً مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، في زيارتها السريعة إلى بيروت، الجمعة الماضي، خلال اللقاءات التي عقدتها مع عدد من القيادات اللبنانية. ومفاده أن واشنطن لا تدخل في الأسماء، بل تضع المسؤولية على اللبنانيين لانتخاب رئيس يتمتع بالمواصفات المطلوبة. أضف إلى أن مصر وقطر تتحدثان اللغة ذاتها مع السعودية”.

واللافت، وفق المصادر نفسها، أنه “حتى باريس، التي يسوِّق الثنائي الشيعي أنها تبدي حماسة للتسويق لفرنجية، ترسل توضيحات في الكواليس تتملَّص فيها من تبنِّي نظرية رئيس من محور الممانعة ورئيس حكومة من الفريق السيادي، وتضع هذا الكلام في إطار الأفكار بسياق البحث عن حلول، لا طرحاً فرنسياً أو مبادرة محددة، وأنها غير متمسكة بأي أحد وتبحث عن سبل لمساعدة لبنان وإخراجه من المأزق. علماً أن باريس لا يمكن أن تضع نفسها في موقع المعزول، بمواجهة رباعي عربي أميركي ضمن الخماسي الباريسي”.

وتؤكد المصادر ذاتها، أنه “لا يمكن الاستهانة على الإطلاق بالعامل المحلي المعارض لوصول مرشح ينتمي إلى محور الثنائي الشيعي، والذي يبدو، على تنوُّعه، أكثر صلابة وتشبُّثاً بموقفه أكثر من أي يوم مضى. خصوصاً مع تدحرج الانهيار يوماً بعد يوم، في ظل استمرار الفريق الحاكم بممارساته السلطوية العشوائية المدمّرة لما تبقى، وتمنُّعه عن القيام بأي خطوة إصلاحية جدية. والتحذيرات التي أطلقها صندوق النقد الدولي قبل أيام من الواقع الخطير جداً في لبنان، سيدفع فريق المعارضة للتصلُّب أكثر إلى النهاية”.

من هنا، “تبرز مأساة فرنجية مع الثنائي الشيعي، إذ كان بالتأكيد يفضِّل عدم توريطه وترشيحه بهذه الصبغة الفاقعة التي أنهت حظوظه، على الرغم من أنه كان على تنسيق متواصل مع الطرفين حول كيفية إدارة المعركة”، وفق ما ترى المصادر، التي تعرب عن اعتقادها بأنه “لن يطلب بطبيعة الحال سحب اسمه من التداول، لكن من غير المستبعد ألا يقدم على إعلان ترشيحه رسمياً، في ظل الموانع الدولية والإقليمية والمحلية الراسخة. فربما يعتبر أن ذلك يحفظ له ماء الوجه، بعد تورُّطه مع الثنائي بـ(حُبٍّ مؤذٍ)، يستحيل تتويجه بـ(عرس رئاسي)”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة

خبر عاجل