!-- Catfish -->

بيت عنيا!

وتعني في الآرامية “بيت البائس”، وهي في الواقع جمعت مجموعة من البائسين قسم منهم يائس وآخر لا ييأس لكنهم يبحثون بين افياء الكنيسة المجاهدة عن وطن ساهم بعضنا في خسارته لكثرة ما عانقه مناصب ومكاسب، واستحوذه لنفسه حتى الاختناق.

بيت عنيا ليست كما قبلها، انما انفتاح الزمن نحو مسافات جديدة ومتجددة وتبوح بأسرار العيون الظمأى الى لقاء، كعطِشٍ يتلظّى الى قطرة سلام.

هذا نحن وهكذا نحن، مشتتون ومتفرقون وقد حاولت بيت عنيا ان تجمع بؤسنا تحت سقفها علّنا نتسيّد الى موقف يتجاوز الذاتيات القاتلة الى حدود الوطنيات.

في بيت عنيا تنافس المسترئسون على نعومة الكلام وكأنهم اشباه ملائكة، في بيت عنيا شعرنا ان لبعضنا اجنحة، في بيت عنيا اختزلنا البعض بخفقة فوق رؤوس الصمت علّنا ننفذ الى رئيس يلغي ازمنة آحاب الملك..

ومن بيت عنيا فاحت رائحة جديدة قد تطبع الزمن الآتي على خلاف، ليصبح الخلاف حقٌ مصان بآداء حضاري مختلف، يوقف الشحن ويستوقف عمل الالكترونيين نحو مزيد من الحب وقليل من البغض والشرّ والافتراء الاخطر من خطيئة التجديف على الروح القدس.

بيت عنيا على مسافة امتار من اورشليم حيث خبرت المنظومة السياسية في حينه كيفية التخطيط والتسديد نحو المعلّم فصار القدوس مجرماً والمخلّص قاتلاً ومدمراً لكن في اورشليم ايضاً صار البارد ساخناً والبائس قرباناً والعتمة نور القيامة.

بيت عنيا بعد الفين وزد، اضحت محطة مختلفة عن سابقاتها فبعدها لن يكون اتفاق، ولكن لن يكون نفاق، بعدها لن نصبح كلمةً سواء بالضرورة، لكننا سنختلف من الذي صار وحصل الى اصل الصيرورة ولكن بحضارة، بـ”مسيحية”، بإيمان، بمحبة وبشجاعة بل بشجاعة استثنائية على الاقل؛

في الاراضي المقدسة، بيت عنيا قرية صغيرة في ضاحية اورشليم الشمالية على بعد ميلين عن سور المدينة، تستلقي على الحضن الشرقي لجبل الزيتون، قرية لعازر صديق يسوع، وقد حزنت ذات يوم ثمّ استيقظت على قيامة…
اما بيت عنيا، فقد صامت وحزنت وصلّت وصمدت… وتنتظر القيامة!

إضافة:
حدث في ذلك الزمان ان استدعى الملك المرأتين، سأل الاولى، اهذا ابنك؟ قالت بالتأكيد، وسأل الثانية، فقالت اكيد. قال، نأمر بشق الولد الى نصفين ولتأخذ كل منهما نصفاً. فصرخت الثانية، بل اتركه يا مولاي ولتأخذه هي!
هذا زمنٌ مضى، اما اليوم فلن نترك الصبي لأي احد، ولن نسمح بشقّه الى نصفين. هذا اللبنان نحن امه وكاملاً.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل