شكراً معراب،
شكراً، ليس لأنّك أقمت إفطاراً للصّائمين، ولا لأنّك رفعتِ الأذان في سمائك فقط، بل ولأنك أمّمت الحبّ، وجعلتيه حقًّا لكلّ المتَوجّهين صوب الوطن.
وكما ورد في التّرحيب: “أفطرنا جميعًا على توقيت الوطن”.
هناك… يا معراب، لا يمكن لمثلي أن يكون خارج إنسانه، أو خارج الزّمن مهما شغلته تفاصيل الحدث.
هناك… فيك، وقفنا جميعاً على صراط الوطن، ثمّ عرّجنا على براق الحبّ إلى سماءات الأمل.
هناك… صلّينا جميعاً للإله الإله والإله الإنسان.
هناك… شعرت أنّ للصّوم معنى، للحبّ معنّى، وكلّ المعاني فيك لأجل الوطن.
اللّه يا معراب،
هناك… رأيتك نخلة، ورأيتنا جميعاً نهز إلينا بجذعك، فيسقطُ رُطَبٌ منك على جوعى الوطن.
هناك… كنتِ مريم، وصلّت لأجل مصلوبها ويتيم قريش، فشعّ فيك نورُ الغارين، وفي ليل الثّالث عشر من نيسان.
هناك… أدركتُ فرق المسافة بين من لا يزال يؤمن بأنّ الرّصاصة وحدها طريق الوطن، وبين من آمن بقول يسوع:
“أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ، وَيَطْرُدُونَكُمْ” (مت 5: 44).
عدنا منك، وقد غيّرنا الحبّ. حبّك يا معراب، وعدنا منك بحلم الوطن.
وعدت بحبّك… وأنت الوطن.