تواصل تبادل الاتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، اليوم الأربعاء، على خلفية استمرار المعارك بين الطرفين لليوم الخامس على التوالي.
وأكدت القوات المسلحة في السودان، الأربعاء، تصديها لهجوم جديد على محيط القيادة العامة والمطار بالعاصمة الخرطوم على الرغم من سريان هدنة وقف إطلاق النار المؤقتة.
وتصاعد الدخان من محيط مطار الخرطوم والقيادة العامة والقصر الجمهوري، صباح الأربعاء، حيث أكدت القوات المسلحة في بيان جديد، أنها تعمل على “تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولاً إلى وسط الخرطوم بالتزامن مع بقية المناطق تدريجيا”.
في المقابل، أفادت منظمات إغاثة دولية بأنه يكاد يكون من المستحيل تقديم خدمات إنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث أدى القتال بين الفصائل المتناحرة إلى محاصرة ملايين الأشخاص في منازلهم، وفق صحيفة “الغارديان”.
وقال رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان، فريد أيور، إن “في الوقت الحالي من شبه المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها”، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص محاصرين ويطالبون بإجلائهم.
وأودى القتال الدائر بين وحدات الجيش وقوات الدعم السريع منذ السبت، بحياة 185 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 1800 شخص وأجبر عشرات المستشفيات على إغلاق أبوابها وعرقل اتفاقاً استهدف تشكيل حكومة مدنية بعد عقود من الحكم الاستبدادي والعسكري، بحسب الغارديان.
وتعهد الجانبان، أمس الثلاثاء، بالالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتباراً من مساء اليوم بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اتصالات مع قائدي الجيش وقوات الدعم السريع، لكن إطلاق النار استمر بعد بدء سريان وقف إطلاق النار.
وقال سكان بالعاصمة الخرطوم إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار وانفجارات في أجزاء مختلفة من العاصمة، لا سيما حول مقر الجيش والقصر الجمهوري، خلال فترة سريان الهدنة.
ويلزم ملايين السودانيين في العاصمة ومدن أخرى منازلهم، وسط تبادل إطلاق النار حيث قصفت القوات المتناحرة المناطق السكنية بالمدفعية وبغارات جوية، واشتبكت في معارك مسلحة.
وأدى القتال المتواصل منذ يوم السبت إلى حرمان جزء كبير من سكان الخرطوم من الخدمات الأساسية، وقطع إمدادات الغذاء والدواء، كما حوصر آلاف الطلاب في المدارس والكليات، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتردد دوي إطلاق النار في أنحاء العاصمة الثلاثاء مصحوبا بأصوات شبه متواصلة لتحليق طائرات حربية وانفجارات، كما أفاد سكان مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين بضربات جوية هزت المباني، كما وصف شهود القتال العنيف في أجزاء أخرى من السودان.
ووقعت المستشفيات في مرمى النيران مع قتال الفصائل المتحاربة للسيطرة على العاصمة، وكشفت نقابة أطباء السودان، عن أن 34 مستشفى في الخرطوم إما اضطروا للتوقف عن العمل أو سيضطرون لذلك قريباً، بسبب انقطاع الكهرباء ونقص المياه أو لتضررهم جراء إطلاق النيران أو القصف بالمدفعية.
وأدانت منظمة الصحة العالمية بشدة، ما أفيد عن وقوع هجمات ضد العاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية وسيارات الإسعاف، معلنة “مقتل ثلاثة منهم على الأقل وإصابة اثنين آخرين”
ومع استمرار إغلاق المطار الدولي الرئيسي وجميع الأجواء السودانية، يبقى من الصعب، بحسب الغارديان، أن تصل الإمدادات والاغاثات عن طريق الجو، من الخارج.
واستقبلت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية “أطباء بلا حدود”، 136 جريحا في المستشفى الذي أقامته بشمال دارفور، خلال48 ساعة. وتوفي أحد عشر شخصا في وقت لاحق متأثرين بجراحهم.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مقاتلين في الخرطوم، يمنعون سيارات الإسعاف التي تحاول انتشال الجثث من الشوارع أو نقل الجرحى إلى المستشفى.
وانقطعت الكهرباء عن أجزاء كبيرة من الخرطوم لليوم الرابع على التوالي، مما أدى إلى توقف إمدادات المياه والاتصالات.
كما أدى القتال إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الحادة، مع ارتفاع حاد في تكلفة المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والأرز وزيت الطهي.
وقال عامل إغاثة في القضارف، على بعد 400 كيلومتر، جنوب شرق الخرطوم “منذ الأمس ارتفعت أسعار السلع في السوق هنا وهناك مخاوف من حدوث نقص”، موضحاً أن “البنوك مغلقة ومع انهيار النظام، هناك قلق من تزايد الجرائم”.