تسوية خارجية لصالح 8 آذار “تمنيّات”… لا لرئيسٍ ممانع

حجم الخط

بعد البروباغندا التي تولاها الإعلام الذي يدور في فلك 8 آذار في الأسابيع الماضية، خاصة في أعقاب زيارة مرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بكركي (حيث أعلن بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي ما يُشبه برنامجه الانتخابي)، والتي ضخ فيها معلوماتٍ تؤكد أن “الرئاسة حُسمت لنائب زغرتا سابقاً، والعواصم الكبرى وأبرزها الرياض، كلّها اتفقت على ذلك، وبالتالي لم يبق إلا ان يتم الانتخاب”.. أتت الوقائع والمواقف الإقليمية والمحلية، لتكذّب هذه الحملة وتُثبت أن أي تفاهم لم يحصل.

فباريس، داعمةُ فرنجية في الخارج وصاحبةُ طرح المقايضة بين الرئاستين الأولى والثالثة، عادت ودوزنت موقفها فقالت ـ أقله في الإعلام ـ إن لا مرشح لها في لبنان، كما أن السعودية، وباعتراف رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسِه، لم تُظهر أيَ جديد في موقفها من ترشيح فرنجية، وكشف “الاستيذ”، في حديث صحفي الخميس، “نحن وفرنسا لا نزال ننتظر جواب الرياض“.

حتى الساعة إذاً، تكشف مصادر سياسية معارضة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني عن أن باريس والثنائي الشيعي لم يتمكّنا من إقناع الخُماسيّ الدولي المواكِب للملف اللبناني، بفرنجية رئيساً، وبالتالي لا تسوية أبصرت النور في الخارج وستُفرض على الداخل و”لا مَن يحزنون”، وكلُ ما يحكى في هذا السياق، في صفوف 8 آذار، والتهويل بأن مَن لا يركب القطارَ اليوم سيبقى على قارعة الطريق، لا يعدو كونه تمنياتٍ وكلاماً فارغاً.

لكن حتى ولو حصل ذلك، ونجحت فرنسا من خلال اتصالاتها، أكان مع المجتمع الدولي أو مع القوى اللبنانية التي تستقبلها في الاليزيه، في إنضاج حلّ للمعضلة الرئاسية اللبنانية، يُشبه “الصفقة” أو المقايضة التي يُحكى عنها اليوم، وهي لا تُعتبر أبداً “تسوية” وفق المصادر، لأن في التسويات، لا رابح أو خاسر، بينما إعطاءُ الرئاستين الأولى والثانية لـ8 آذار فيه كسرٌ للفريق الآخر في البلاد، خصوصاً أن الثنائي لا يملك الأكثرية النيابية، حتى لو قرّر “الخماسيّ” السير بصيغة كهذه، فإن القرار مُبرمٌ وحازمٌ ولا تراجع عنه في صفوف الفريق السيادي المُعارض: لن نلين ولن نتراجع ولن نسمح بوصول رئيس مُمانِع إلى قصر بعبدا.

هذا الرفض، بحسب المصادر، جامِعٌ لمعظم مكونات المعارضة، مِن القوات اللبنانية أكبر الكتل المعارِضة، إلى الكتائب، مروراً بـ”تجدد”، وصولاً إلى عدد لا بأس به من النواب التغييريين والمستقلين الذين سيرفضون البصم على حلّ معلّب آت من الخارج. وهذه الأطراف تنسّق في ما بينها اليوم، وتتدارس راهناً في الخيارات الممكنة لإحباط أي تسوية تكون على حساب اللبنانيين ومصالحهم، ويكون فيها لبنان الخاسِرَ الأكبر.

ووفق المصادر، فإن الاتصالات أثبتت أن الجبهة المعارِضة مرصوصة وأن أياً من مكوناتها، ليست جاهزة للدخول في صفقات أو في بازارات وليست في وارد التصويت لمرشحٍ من الفريق الذي أوصل لبنان إلى الهلاك الذي هو فيه اليوم، مقابل بعض المغريات والمكاسب والمناصب… وإذا كان البعض يراهن على أن كتلاً كبرى سترضخ في نهاية المطاف “بما أنها مرتبطة بالرياض وتعيش من أموالٍ تتقاضاها منها”، فالمصادر تطمئن إلى أن الثوابت والقناعات، يُدفع ثمنُها دماً وتضحياتٍ وسجناً واعتقالات، ولا تُباع مقابل أي شيء.

عليه، أعيدوا حساباتكم ولا تبنوا أحلامكم لا على سراب ولا على عاملِ الوقت. فهذه المرة “إما نؤسس لقيام دولة فعلية بانتخاب الرئيس “الصح”، أو أهلاً بالفراغ”، تقول المصادر.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل