هونيك، كان الميراث الأمانة زيتياً والوارثون الأمناء رهبان أساكيم زيتيّة، عيونهم الساهرة في دجى الليل والمخاطر، آيات من أصول آية مصابيح العذارى الحكيمات الممتلئة زيتاً غامراً بضوء المواعيد الوطنيَّة العظمى. عريسهم الآتي إليهم وطناً، ملابس عرسه هي ملابسهم المعتنقة فئة الزيت المطابق لفئة دمائهم، الموافق لقداديس تكليله وتزويجه على نخبهم المختارة، لأن تملأ مصابيحها التي لا عدَّ لها بدماء من أقاموا دماءهم القدسية، كفَّارة عن آثام الذين غسلوا أياديهم الاثيمة من دم حامل خطايا العالم لبنان!
هونيك، رسّمَت جبهاتهم أبرشيات لأبناء رعايا الحدود والصمود ولبنانهم القربان المصمود، حيث حفرت أساسات مؤمني الكنائس المجاهدة خنادقاً، جدرانها أكياس رمل، وخورسها متاريس المقاومين عند فواصل الحياة والموت، وأزيز الرصاص نغمات ترنيم ترندح بها بنادق مقاتلين مقاومين أباة، لم ينسحبوا يوماً من جبهات رَدّ الضَّيم، إلاَّ إلى كراسي متحرّكة احترق مسارها لهفة على رجال ليسوا أيَّ رجال، قطعت أياديهم وبترت أرجلهم وسحقت حتى الشَّلَل حبال نخاعهم الشوكيّ، لأجل أن يبقى وطن الأرز أرزاً يسير على دروب الخلود وكياناً يرتفع إلى قمم الجغرافيا .
ويا أيها الضمير اللبنانيّ الحاضر غير المستَتر، اشهد على ميامين زيتيين لم ينسحبوا من ساحات النار والبارود والشظايا، إلاَّ إلى نعوش بيضاء كثياب يوم التجلّي، رفعت فوق أيادي أخوة ورفاق عروشاً ملوكيَّة ملكوتيَّة، تسير في زيّاح أمَّهات مرتفعات إلى مرتبة أمّ الشهيد، أمهات متشحات بترنيمة الأم الحزينة القديسة، “فليكن موت أبنك حياةً لطالبيها”!
هونيك، آثار قدسيَّة لمتاريس ودشم وخنادق وبقع دماء معتَّقة وأطياف مقاومات ومقاومين، آثار محفورة في بال الربّ، ربّ الكنيسة المجاهدة، حَفرَ دياميس المسيحية الأولى الناشئة من أجساد الشهداء الممزقة بأنياب الوحوش، ودياميس المقاومة اللبنانية ومقاومينا اللبنانيين لم يبقَ وحش بلدي وإقليمي وأمميّ، إلاَّ وحاول افتراس والتهام أجيال تتوالى منذ 1600 سنة، لتحرس بأغلى ما عندها الأرض التي طالما الرب خلع نعال وتيجان سلاطين حاولوا ويحاولون إبادة شعب وديعة الإيمان والقداسة والشهادة والحرية، ورجم شعب اعتنق كامل نبرات صرخة أسطفانوس أول الشهداء في وجوه راجميه: “يا قساة الرّقاب إنكم في كل حين تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك قبلكم. أي نبيّ من الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا وأنبأوا بمجيء الصدّيق الذي أسلمتموه الآن وقتلتموه”.
وأما أنتم يا أخوتنا ورفاقنا وأنبياء وجودنا وأبرار حريتنا وسيادتنا وكرامتنا، فلكم أن تردّوا على من رجمكم بألسن الحيّات أولاد الأفاعي، بتردادكم مع أسطفانوس لحظة عاين ثمرة شهادته: “ها أننا نرى السماوات مفتوحة وابن البشر قائماً عن الله الآب”!
رفاقنا نواب ووزراء “القوات اللبنانية” داخل جبهاتكم البرلمانية والوزارية، إنكم كوزراء قد عانيتم واختبرتم حتى المرارة، معاناة آية القماشة الجديدة التي عليها أن ترتّقَ ثوباً بالياً… وذقتم طعمة آية الخمرة الجيدة الموضوعة داخل آناء عفن، وخرجتم كما دخلتم وجودة قماشتكم وخمرتكم بقيت في كامل جودتها وطيبتها. ولعلَّكم يا رفاقنا النواب قد آمنتم بأن تمثيلكم النيابي لمناطقكم يبقى ثانوياً بحضرة تمثيلكم أيقونات الصَّدم والمغاوير والوحدات، وكل أسم من أسمائهم حمل أسماء معظم مناطق لبنانيَّة كتب باسمها بطولاته ودمائه وروحه. ولأنَّ لكل مصاريف انتخابية رصيد أموال ينخفض ويرتفع، فأنتم وحدكم من بين الـ128 قد أعطيتم ما لا ولم يعطى لسواكم، فرصيد مصروفكم الأغلى الذي أمن نجاحكم الأعلى، هو دماء 15 ألف شهيد يحمون الروح الزيتية القواتية من أن تصيبها عين النمرة الزرقاء… دماء 15 ألف شهيد لهم مجد السماء ولبنان!!!