أفول الممانعة… “الثنائي” يفسد طموحات فرنجية

حجم الخط

يعيش فريق الممانعة حالة من الإنكار الفعلية لما وصل إليه من عدم القدرة على إيصال رئيس، ومن ضبط إيقاعه على المستوى السياسي، حتى بات عاجزاً عن التحكم بزمام الأمور كما كان عليه في السابق.

المحلل السياسي علي حمادة يوضح أنه لا بد من القول إن المحاولات التهويلية التي حصلت أخيراً والتي ميّزت أسلوب الممانعة في ما يتعلّق بترشيح النائب سليمان فرنجية قد أدّت إلى مأزق، وهذا المأزق مردّه أولاً إلى استدراج باريس إلى المعركة خلف مرشح الممانعة في وقت كان يمكن ان تكون باريس هي التي تلعب دور الوسيط النزيه.

ويقول في حديث عبر موقع “القوات اللبنانية”، “على الرغم من التعويل على قوة الدفع الفرنسية واعتبار زيارة فرنجية إلى باريس شكلت بعداً دولياً لترشيحه، فإن هذا الأمر أدى إلى رد فعل في لبنان ولا سيما لدى القوى المسيحية ـ السيادية على الرغم من علاقتها الطيبة مع فرنسا، رفضاً لانتقال الإملاءات من بيروت إلى باريس.

ويضيف، “ثانياً، على الرغم من البناء على هذا البعد الدولي، تحوّلت منصة باريس إلى مشكلة يحاول الفرنسيون التقليل منها لكنهم حتى الآن لم يغادروا مربع المشكلة”.

ويشير حمادة إلى أن التعويل كان على دور فرنسي مع الحاضنة العربية ولا سيما مع المملكة العربية السعودية لتبني ترشيح فرنجية وتأمين دعم عربي فرنسي ومحاصرة معارضي هذا الترشيح داخل لبنان للاستسلام أمام الأمر الواقع.

ويتابع، “لكن الرسالة السعودية وصلت ومفادها أنها لم تتنازل عن المواصفات المحددة، إنما قالت في الرسائل الأخيرة من خلال السفير السعودي وليد بخاري إنها لا تتدخل وتريد التوافق والإسراع في انتخاب رئيس وهي لا تؤيد ولا تضع فيتو على أحد بمعنى آخر أن ما كان يريده الممانعون من تأييد سعودي لم يأت.

ويرى أنه “حتى انهم لم يستطيعوا استدراج السعودية لإطلاق فيتو، وقد حاذر السعوديون بذكاء لعدم الدخول بهذه المعمعة لأنه فخّ منصوب”. ويشير إلى أن الآن المعركة هي معركة إرادات في الداخل بين الممانعة وبين الصف الآخر المسيحي والسيادي بالمعنى الوطني العام.

ويقول حمادة، “مشكلة الممانعة أنها غير قادرة أن تفرض مرشحها بهذا الأسلوب الذي أدى إلى رد فعل عارم ضمن الوجدان المسيحي والسيادي من خارج البيئة المسيحية ويعرفون ذلك خصوصاً ألا مجال أن يأتي الثنائي ويعيّن رئيساً بقرار منفرد.

ويؤكد أنه صحيح أن الرئيس لكل لبنان ولكن الصحيح أيضاً أنه رئيس مسيحي ماروني وينتمي إلى هذا المكوّن وبالتالي غير مقبول أن تبقى هذه المحاولة.

ويشير المحلل ذاته إلى أن هناك سداً منيعاً يقف بوجه محور الممانعة، فالفرنسيون وصلوا إلى آخر طريق المناورة السياسية دعماً لفرنجية والآن يقولون للمعارضين اتفقوا على مرشح لكي يكون هناك طرح بديل، وهذا الكلام منطقي ومعقول.

ويرى أن الثنائي أفسد طموحات فرنجية الرئاسية من خلال هذا السلوك الذي كان قابلاً للفرض في السابق إنما اليوم أصبح مستحيلاً وعلى الرغم من التنافر بين القوى المعارضة على ترشيح فرنجية، فإن المتنافرين في هذا الموضوع متفقون.

ويؤكد حمادة أن الممانعة استخدمت التهويل وتكبير الحجر في حين أن الموضوع بكل بساطة ان هناك رفضاً كبيراً لسياسة الإملاءات والتهويل والتهديد بالفراغ والإقصاء، وبالتالي عاجلاً أم آجلاً سنعود إلى المربّع الأول أي من يريد أن يدعم مرشحاً فليدعمه مقابل مرشح آخر والعودة إلى اللعبة الديمقراطية واحترامها.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل