رصد فريق موقع “القوات”
في ظل العاصفة القضائية التي طغت على المشهد السياسي إثر طرد القاضية غادة عون من السلك القضائي، هبت عاصفة سياسية بعد جفاف وجمود الملف الرئاسي لأسابيع، فتساقطت أوراق الممانعة، خصوصاً عقب إعلان الرياض الواضح عبر سفيرها لدى لبنان وليد بخاري، ما مفاده أن الاستحقاق الرئاسي لبناني سيادي بامتياز، ولن نرضخ لأي مبادرة أو “مونة”، بل نقف خلف من يريد رئيساً لبنانياً ينقذ البلاد، فلا تحاولون. لكن أطراف الممانعة تجاهلت هذا الواقع الأليم (بالنسبة لهم)، ليعتبروا أن “الدني عم تشتي”.
وعلمت “نداء الوطن” ان بخاري أبلغ أصدقاء الرياض وفي مقدمتهم “القوات اللبنانية”، ان المملكة تقف خلفهم في الملف الرئاسي، وتراهن على “قوة رُكبهم”، وتدعمهم الى اقصى حدود، لكي ينتخبوا رئيساً سيادياً واصلاحياً، يعيد لبنان الى موقعه الطبيعي. وفي حال انتخاب مثل هكذا رئيس، فالمملكة حاضرة بقوة للمساعدة في عملية الإنقاذ.
وشددت مصادر مواكبة لـ”نداء الوطن”، على وجوب احترام إرادة المسيحيين في الاستحقاق الرئاسي. فالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ينادي بأكبر توافق وطني، لذلك لن يقبل بانتخاب رئيس لا ينال غطاء “القوات” و”التيار” و”الكتائب” وبقية المكونات المسيحية، وتكريس اعراف جديدة تتمثل بتخطي المسيحيين، وفرض رئيس عليهم، لأن مثل هكذا رئيس لا يستطيع الحكم.
وكان المشهد السياسي صاخباً أمس الخميس، وسط معلومات مثيرة للاهتمام، حول ما آلت اليه المبادرة الفرنسية، والتي سبق واندفعت بعيداً في تسويق خيار الممانعة، بإيصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا. وبدا ان رئيس البرلمان نبيه بري قد أسقط من يده، بعدما استثمر في تكهنات تزعم ان المملكة العربية السعودية تؤيد مبادرة الاليزيه لانتخاب فرنجية رئيساً للبنان.
والجولة الأخيرة من اللقاءات، التي قام بها سفير المملكة وليد البخاري، والذي اجتمع مع بري، بددت هذه التكهنات بشهادة الأخير الذي نقل عنه أمس انه “ليس هناك جديد نوعي” في الموقف السعودي من الاستحقاق الرئاسي.
وهكذا، تهاوت ورقة فرنجية، ما جعل بري أكبر الخاسرين، بعد تصدّره مرحلة تسويق مرشح الممانعة داخلياً. أما حزب الله، الذي لم يكن مستعجلاً مثل بري في إعلان ترشيح فرنجية قبل أسابيع، فبدأ مرحلة المساومة على البديل عن الأخير وسط معلومات تفيد بأن “الحزب” يسعى الى التوصل الى سلة اتفاقات تشمل رئاستيّ الجمهورية والحكومة معاً، الامر الذي يعني ان “الحزب” يثابر في سلوك الطريق التي سلكها من قَبل “سمسار الاليزيه”، لكن من دون جدوى. ولا يبدو ان “الحزب” سيكون اكثر حظاً من الوسيط الفرنسي، ما يعني ان استدارة “الحزب” ستأخذ وقتاً على قدر المسافة التي تفصل بيروت عن طهران، وفق “نداء الوطن”.
قضائياً، تزامَن صدور قرار صرف القاضية غادة عون مع توزيع تعميم على القضاة صادر عن وزير العدل يقضي بـ”وجوب التقيّد بالأحكام القانونيّة، والامتناع عن الظهور الإعلامي بجميع أشكاله، وعن اتّخاذ أيّ موقف علني على أيّ منصّة إعلاميّة أو إلكترونيّة أو غيرها، من دون الحصول على إذن مُسبق من المرجع المختص”.
وأكد وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري لـ”الجمهورية”، أنّ “التعميم الذي تمّ التداول به اليوم (أمس الخميس) قد صدر من قبلنا سابقاً، وذكّرنا به منذ اسبوع، هو تعميم موجّه الى جميع القضاة، وهو ليس مخالفًا للقانون وأنا ملتزم به وسأطبّقه”.
على الضفة الاقتصادية، تتخوف مصادر مالية واقتصادية مستطلَعة، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، “من الكلفة التي يتكبدها مصرف لبنان لتثبيت سعر صرف الدولار عند مستوى ما دون الـ100.000 ليرة، (افتتح التداول صباح أمس الخميس ما بين 94.600 ـ 94.900 ل.ل.)”.
وتلفت، إلى أن “منصة صيرفة استهلكت، لغاية اليوم، أكثر من مليار و600 مليون دولار من احتياطي البنك المركزي، منذ إعلانه في 21 آذار الماضي عن إجراء عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر صيرفة بـ90.000 ليرة، (أمس بـ86.300 ليرة)”. لقراءة المقال كاملاً اضغط على الرابط: خاص ـ صيرفة “تأكل” أكثر من مليار و600 مليون… متى صرخة الدولار؟