!-- Catfish -->

برئيس أو بلا رئيس

تتكثَّفُ النشاطات الدبلوماسية الإقليمية والدولية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية. فهل يمكن التعويل، على وصول هذا الأخير لإنقاذ لبنان وإعادته إلى مكانته التاريخية الطبيعية؟

انتخاب رئيس للدولة قد يكون خطوة باتجاه الانفراج المؤقت؛ لكن ذلك لن يُشكِّلَ مساراً ثابتاً وأكيداً لإنقاذ لبنان من مِحَنِه ومآسيه المستمرة منذ أكثر من نصف قرن. لأن السؤال يبقى: هل يمكن لهذا الانتخاب، وضعَ حدٍّ نهائي لمشروع الممانعين العاملين على تغيير هوية لبنان؟!

طبعاً لا. فالدولة وحدها لا تكفي لإفشال هكذا مشروع يقوده الحزب، الذي يمكنه التكيُّف مع كل مستويات الدولة في لبنان، وثابته الوحيد استمرار نهشها، تمهيداً للسيطرة الكاملة عليها. لذلك لا يمكن الاتكال على الدولة وحدها، لوضعِ حدٍّ لتجاوزات الحزب، إنما على اللبنانيين جميعاً، البحث عن إقامة توازنٍ آخر مع الحزب داخل الدولة، ليتساوى مع بقية المجموعات اللبنانية في الحقوق والواجبات؛ للوصول إلى صيغة تؤمن العدالة والمساواة بين مجموعات هذا الوطن.

ولأن سياسة الحزب المتبعة: “كُل ما هو ليَ لي وكُل ما هو لكَ لي ولكَ”؛ لذلك لا يمكن مواجهة هكذا سياسة، إلاّ بمشاريع مماثلة تشكلُ توازناً معه وتضع حدّاً لهيمنته على الدولة، وإلاّ فإنه ماضٍ في قضم هذه الدولة برئيس أو بدون رئيس.

 

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل