شهر بعد شهر ولا يزال الشغور الرئاسي يرخي ظلاله على لبنان على الرغم من الضرورة القصوى لإنجاز هذا الاستحقاق تطبيقاً للدستور وصَوناً للديمقراطية ورأفةً بالشعب اللبناني وإنقاذاً للاقتصاد وحفاظاً على السيادة وبدايةً للاصلاح كمقدمة لقيامة الجمهورية القوية…
كثيرة هي العبر التي يجب استخلاصها من هذه التجربة.
وتبقى العبرة الأهم تشخيص وضع حزب الله الداخلي: قوة حزب الله على مستوى الداخل ليست بسلاحه بل بتحالفاته، وفي مقدمتها التيار العوني، التي تؤمّن له أكثرية في مجلس النواب وثلثاً معطلاً في مجلس الوزراء.
من هنا، تحكّم لسنوات باللعبة السياسية الداخلية، هو يملي على حلفائه المواقف السياسية وهم يرضخون مقابل مصالحهم وفسادهم وزبائنيتهم. لكن عندما تجتمع المعارضة، وهذا ما حصل جزئياً، في الفترة الأخيرة، تستطيع منعه من تحقيق أهدافه.
حزب الله لا يستطيع استخدام سلاحه في الداخل وإلا سيخسر كل شيء في السياسة، سقفه الاغتيالات السياسية التي لا تغير أمراً إلا إذا رضخ بعض أطراف المعارضة.
أما بعض المتحالفين المستفيدين الفاسدين، عندما تحشره بهذا المنطق يتنطح بالقول: هل تريدون حرباً داخلية؟ بالطبع لا، ونحن لم نلجأ يوماً إلى هذا الحل إلا دفاعاً عن النفس وفي الوقت نفسه لن نقبل بهذا الأسلوب الابتزازي، فنحن جماعة “نموت واقفين ولا نركع”.
أعيدوا حساباتكم وصوبوا البوصلة، فلبنان وجمهوريته القوية بانتظارنا.