منسقية البترون: تطوّر وتجدّد وجهوزية

حجم الخط

كتبت غرازييلا فخري في “المسيرة” ـ العدد 1740

منسقية البترون: تطوّر وتجدّد وجهوزية

كرم: الفرص متساوية للتقدّم بحسب العمل والإلتزام الحزبي

تأسست “منسقية البترون” عام 2007، وهي واحدة من الهيئات الحزبية اللامركزية الجغرافية المنتشرة على مساحة الوطن وفي بلدان الانتشار في حزب “القوّات اللبنانية”، الذي نصّ نظامه الداخلي على وجود هيكلية حزبية ديمقراطية ذات رؤية مستقبليّة، تواكب التطوّر كأي حزبٍ سياسي ديمقراطي، وتقوم على وجود عناصر أساسية تعمل لتحقيق أهدافها، وتجسّد تطلعات شعبها، وتضحيات شهدائها. تضم المنسقيّة 48 مركزاً حزبياً، وتتألف هيئتها من 15 مكتباً من بينها أمانة السر وأمانة الصندوق، وتوالى على إدارتها أربعة منسقين، جُدِّد للبعض منهم أكثر من مرة، وكان أولهم النائب السابق فادي سعد وصولاً الى الرفيق عصام خوري ثم المنسق الحالي إلياس كرم الذي أوضح لـ”لمسيرة” دور المنسقية وآلية عملها في المنطقة.

تجمع منسقية البترون المراكز الحزبية القائمة ضمن نطاقها الجغرافي، وهي صلة الوصل بين المراكز والقيادة الحزبية المركزية. ويتم تعيين المنسق فيها لولاية مدتها سنتان بناءً على اقتراح رئيس الحزب وفقاً للأصول المتبعة.

وعن دورها، يوضح كرم: “هناك دوران تلعبهما المنسقية، الأول تنظيم العمل الحزبي للمراكز، والثاني التواصل حيث تُنقل القرارات والتوجيهات الحزبية للمراكز، وترفع التقارير عن واقع العمل الحزبي فيها. وهي تتألف من عدّة مكاتب تعنى بشؤون المنطقة كمكاتب الشباب والشؤون الاجتماعية والمهندسين والانتخابات وغيرها من المكاتب التي تعكس صورة المنطقة والمراكز فيها.

مهمة المكتب التواصل بين المصلحة أو الجهاز المركزي والمراكز في نطاق عمل المنسقية. وعن عدد المكاتب يقول إنه ليس محددًا في النظام الداخلي، ويمكن للمنسق استحداث مكتب يتلاءم وحاجات منطقته، مثال على ذلك، في المناطق التي تشكل فيها الزراعة ركنًا أساسيًّا يمكن للمنسق إنشاء مكتب الزراعة، على خلاف المدن التي لا جدوى لوجود مكتب زراعة فيها. ويتم تعيين رئيس المكتب في المنسقية بعد رفع اقتراح الإسم من قبل المنسق الى الأمانة المساعدة لشؤون المناطق، التي بدورها ترفعه الى القيادة للموافقة عليه.

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن منسقية البترون، هي في تطوّر وتجدّد دائمين، ويشكل فيها العنصر الشاب دورًا فاعلًا. ويتابع كرم: “نركز بشكل كبير على انخراط الشباب في التركيبة الحزبية إن كان على صعيد مكاتب المنسقية أو المراكز ولجانها في القرى، لما يعطي هذا الأمر من اندفاع وديناميكية تساعدان على كودرة الجيل الصاعد وترسيخ التزامه الحزبي. أما بالنسبة لتعيين المنسق، فيتم بعد استشارات يُجريها الأمين المساعد لشؤون المناطق ويرفعها لرئيس الحزب عبر التسلسل الإداري، والذي بدوره يطرح نتيجتها على الهيئة التنفيذية للتصويت”.

يمثل المنسّق القيادة الحزبية في منطقته، ويتولى مهمة التنسيق بين القيادة والمراكز، وذلك عبر حضور اجتماعات مركزية مع رئيس الحزب وتنظيمية مع الأمين المساعد لشؤون المناطق، الذي يتابع أعمال المنسقيات ويشكل الرابط بين المناطق والأمانة العامة. ومن المسؤوليات الملقاة على عاتق المنسّق نقل التوجيهات المركزية بطريقة شفافة للمراكز والسهر على حسن تطبيقها.

وهنا لا نستطيع إغفال دور رئيس المركز الذي يشكل ركنًا أساسيًّا في الهرمية الحزبية. وقد نصّ النظام الداخلي للحزب على انتخابه ضمن آلية محددة بخصوص الترشح وكيفية الانتخاب. ومنذ حوالى أربعة أعوام صدرت توصية عن رئيس الحزب طلب فيها العمل على إيجاد توافق حول إسم رئيس المركز قبل الوصول الى خيار إجراء انتخابات، وذلك بهدف مشاركة الجميع في اختيار شخصية لرئاسة المركز قادرة على التواصل مع كل مكوّنات البلدة أو القرية. وقد أثبتت هذه التوصية نجاحها الكبير لا سيما على صعيد منطقة البترون، بحسب كرم، حيث لم يضطروا الى خوض معركة الانتخابات. ويلفت الى أن التعيينات كانت توافقية بامتياز والجميع شعر بأنه معني بمواكبة رئيس المركز خلال فترة ولايته والمشاركة بالعمل معه لما فيه خير بلدتهم.

كل منتسب الى المركز تتوافر فيه الشروط الأساسية من أقدمية، وسمعة حسنة، ونظافة كف، يستطيع الترشح الى رئاسة المركز. بالنسبة الى منطقة البترون، الأكثرية الساحقة من المنتسبين هم من البلدة أو القرية الواقعة ضمن نطاق المركز، وبالتالي فإن رئيس المركز يكون حُكماً من أبناء البلدة المنتسبين. وهذا الأمر يختلف عادةً في المدن الكبيرة التي تكثر فيها الإنتسابات من خارج المنطقة، لذلك يمكن أن نجد رئيس مركز ليس من نطاق نفوس المركز التابع له. “في المحصلة، نحن لسنا تركيبة مناطقية ضيّقة بل على العكس فالعمل الحزبي سمح لكل منتسب فاعل ويقوم بواجباته الحزبية بالتقدم والترقي في التراتبية الحزبية. وهذا ما تؤمن به “القوات اللبنانية”، لذلك نراها تقدّم فرصاً متساوية للجميع للارتقاء كلٌّ بحسب عمله والتزامه الحزبي”.

ويضيف: “كل العملية التنظيمية بالأساس تهدف الى إيصال الفكر السياسي للحزب بشكل صحيح للمجتمع. وهنا يبرز حسن التواصل الذي تتولاه المنسقية والمراكز بين القيادة والقاعدة والذي تمت ترجمته في عمل الماكينة الانتخابية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة والنتيجة التي أسفرت عن فوز النائب غياث يزبك. والفضل بذلك يعود الى العمل والجهد والتنسيق بين المرشح ورؤساء المراكز والمكاتب في المنسقية بإشراف جهاز الانتخابات، الأمر الذي خلق جوَّ عملٍ متناغم سمح لنا بحصد أعلى نسبة من الأصوات في القضاء”.

ويشدد كرم على أن “هذه الروحية عملنا بها تحضيراً للانتخابات البلدية والاختيارية كي نكون على أتم الجهوزية عند إقرار إجرائها، وكنا بدأنا بالتحضيرات اللازمة لها حسب توجيهات القيادة القواتية، وباشرنا بالاجتماعات التمهيدية وطلبنا من رؤساء المراكز رفع التقارير حول الوضع البلدي والاختياري في كل بلدة وقرية، والتي على أساسها سنبني معركتنا الانتخابية القادمة. وبالفعل فقد كوّنّا صورة كاملة عن الوضع الانتخابي، خصوصًا أننا الفريق الوحيد الذي يريد إجراء هذه الانتخابات في حين سعى الفرقاء الآخرون إلى إبعاد شبح هذه الكأس عنهم. فنحن سنكمل استعداداتنا بكل شفافية ووضوح وانفتاح كعادتنا من أجل وصول أشخاص فاعلين وقادرين على النهوض بمجتمعنا وإجراء التحسين المناسب، لا سيما في هذه الايام الصعبة التي نحن بحاجة فيها الى الوقوف الى جانب أهلنا”.

إنطلاقاً من هذه الظروف الاجتماعية الصعبة جدا التي نعيشها كيف يتم التعاطي والتفاعل بين المنسقية والناس وما هي الخدمات التي تقدمها لهم؟ وما هي أكثر الخدمات التي يطلبها المواطنون من المنسق في هذه الفترة؟

يجيب كرم: “على الرغم من أن عمل المنسقية هو عمل حزبي تنظيمي، إلا أننا وبسبب ما نعيشه في هذه المرحلة من أوضاع إقتصادية ومعيشية سيئة، وبناءً على تعليمات صدرت في بداية الأزمة عن رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، شدّد فيها على وجوب أن نتجنّد جميعنا ونقف إلى جانب أهلنا في هذه المرحلة الصعبة، بالتالي تحوّل قسم كبير من عمل منسقية البترون، كباقي منسقيات المناطق الأخرى، الى الشقّ الاجتماعي والإنساني، محاولين قدر الإمكان مساعدة أهلنا ورفاقنا. وعلى الرغم من أن ما يُطلب منا كثير وكبير جداً وهو بحاجة لميزانية دولة لتأمينه، فإننا نساعد على قدر إمكاناتنا، إنطلاقاً من مقولة بحصة بتسند خابية. حتى أننا نقلنا المنسقية من مركزها السابق على الأوتوستراد الساحلي الى شارع مستشفى البترون مع مكتب النائب يزبك، وذلك بكلفة أقل لنحصر نفقاتنا ونصبح أقرب الى أهلنا بتأمين المساعدة لهم.

وهنا لا بد من التنويه بالتنسيق الكبير مع النائب غياث يزبك، الحاضر دائمًا في المنطقة والى جانب أهلها وهمومهم اليومية، والذي يبذل كل جهد ممكن لتأمين ما يلزم من الناحية الإنسانية والاجتماعية وخصوصًا الإستشفائية التي أصبحت أغلبية المساعدات تقتصر عليها لعدم قدرة المواطنين على تحمّل كلفتها العالية في ظلّ غياب التأمين الصحي اللازم. ووجّه ختاما كلمة شكر الى الرفاق في الإنتشار على دعمهم ومساعدتهم الدائمة لنا، لأنهم يشكّلون الرافعة الأساسية للحزب عبر مساعداتهم الإنمائية والخدماتية والصحية.

أما بالنسبة للبرنامج الذي تخطط له المنسقية للمرحلة القادمة، فنحن باشرنا بوضع جدول نشاطات بالتنسيق مع المصالح والمكاتب المركزية على الصعيد البيئي والصحي والرياضي، بالتوازي مع التنشئة السياسية والحزبية والخلوات التنظيمية التي ستُقام خلال الصيف المقبل”.

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل