المعارضة لن تساوم والتنسيق في مرحلة متقدمة

حجم الخط

على الرغم من كل البروباغندا الموجَّهة وأحاديث “الاستقواء” و”افتعال القوة الوهمية” التي يدأب عليها الثنائي الشيعي، للإيحاء بتقدُّم مرشحه لرئاسة الجمهورية الوزير السابق سليمان فرنجية خطوات إلى الأمام، لكن الوقائع مغايرة لكل هذا الافتعال الممنهج في غير مكانه الصحيح.

وبشكل بسيط جداً، السؤال المطروح جدّياً هو، إن كان فريق الممانعة واثقاً إلى هذه الدرجة من قوته وبأسه وبطشه، ومرتاحاً لوضعه “والرئاسة صارت بالجيبة” كما يروِّج البعض فيه، لماذا يقفل رئيس مجلس النواب نبيه بري أبواب البرلمان ولا يدعو إلى جلسات انتخابية متواصلة وليفز من يفز؟ أليس من الغريب أن يهرب الفريق القوي المنتصر من المنافسة الديمقراطية أمام منافسه الضعيف المهزوم سلفاً؟

النائب وضاح صادق، يوضح طبيعة الوضع القائم اليوم على صعيد الاستحقاق الرئاسي، لافتاً إلى أن “الأمور لناحية التنسيق بين مختلف أطياف المعارضة، جيدة”. ويشدد، على أن “الأولوية الأولى اليوم هي أن يدعو بري إلى جلسة انتخاب الرئيس، ولتتنافس الأسماء الثلاثة أو الأربعة التي أعلنت ترشيحها وليحصل انتخاب ديمقراطي”، مستغرباً “تعطيل الجلسات”.

ويؤكد صادق، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “موقف المعارضة، ومشروعها ورؤيتها حول الرئيس العتيد، واضح”. ويقول، “نحن نعرف ماذا نريد تماماً، وعلى تواصل مع الأطراف الأخرى التي نلتقي معها على التوجُّه ذاته، بهدف أن نكون موحَّدين”.

ويضيف، “نحن لسنا معارضة بمواجهة الوزير السابق فرنجية، بل معارضة تملك مشروعاً للبلد، ونريد رئيساً يملك المواصفات المطلوبة ويحوز على ثقتنا لتطبيق هذا المشروع. ونحن بكل بساطة لا نلتقي مع فرنجية على رؤيته، لا السياسية ولا الاقتصادية”.

ويشير صادق، إلى أن “الاتصالات بيننا كمعارضة قائمة للتوصل إلى اسم يحمل رؤيتنا، وبلغت مرحلة متقدّمة”، لافتاً إلى أننا “كتكل معارض صلب يضم النائبين ميشال الدويهي ومارك ضو وأنا، نجتمع بشكل دائم، وعلى تنسيق دائم مع النواب التغييريين وبعض التكتلات الأخرى، ونقوم بكل الاتصالات اللازمة من أجل التوصل إلى تحقيق مصلحة البلد، من خلال اسم يستطيع ممارسة مهامه الدستورية وأهمها حماية وتطبيق الدستور”.

ويلفت، إلى أنه “وفق توزيع المجلس النيابي، الفريق المرشِّح لفرنجية حدوده ما بين الـ40 والـ45 نائباً. علماً أنه إذا أردنا الكلام بالميثاقية والتمثيل، كما يتحدث هذا الفريق، وعلى الرغم من رفضي هذا المنطق لكن انطلاقاً من واقع البلد إلى أن نتخطى التوزيع الطائفي، فالواقع كان دائماً يقول إنه طالما رئيس الجمهورية مسيحي يجب أن يتمتع بتمثيل مسيحي. بالتالي، فرنجية يفتقد لعدد النواب الكافي لانتخابه كما يفتقد للغطاء المسيحي، تبعاً لشعار الميثاقية الذي يرفعه هذا الفريق”.

وينوِّه صادق، إلى أن “هناك (40 ـ 45 نائباً) يرشحون فرنجية. لكن نحن في المقابل بحدود الـ50 نائباً، وعلى مدى 11 جلسة انتخابية كنا ننتخب النائب المرشح ميشال معوض في الوقت الذي كان الفريق الآخر يضع ورقة بيضاء. ما يعني أن ترشيح فرنجية هو في الإعلام فقط”.

ويسأل، “كيف لفريق يملك مفتاح مجلس النواب ولديه مرشّح لرئاسة الجمهورية، أن يرشّحه ولا يدعو إلى جلسات انتخاب؟”. ويضيف، “المنطق يقول، هناك مرشح اسمه سليمان فرنجية وآخر اسمه ميشال معوض، بالتالي ليدعُ رئيس المجلس النيابي إلى جلسة انتخاب وينزل النواب إلى البرلمان وينتخبوا”، معتبراً أنه “من المستغرب إقفال مجلس النواب وعدم الدعوة إلى جلسات انتخاب متتالية وصولاً إلى انتخاب الرئيس العتيد”.

وحول التواصل بين مختلف الكتل النيابية المعارضة، سواء الحزبية أو التغييرية أو المستقلين، وصولاً إلى تكتل لبنان القوي المعارض لوصول مرشح الممانعة فرنجية والمدى الذي بلغه، يؤكد صادق أن “التنسيق موجود وبشكل يومي”.

ويستطرد، مشدداً على أن “هذا التنسيق هو تحت سقف المبادئ الأساسية ومصلحة البلد، والقناعة بأننا نرغب بوصول رئيس يمثلنا كمعارضين بشكل كامل، لكن لعله في هذه المرحلة الانتقالية التي يمر فيها البلد ربما يجب أن يصل رئيس يرضي معظم الأطراف، لكن نصرّ على أنه لا مساومة على مبادئنا ورؤيتنا الأساسية، التي هي بالفعل مصلحة البلد”.

ويضيف، “المسألة ليست في إطار شخصي أو حزبي أو طائفي، بل قضية بلد بحاجة إلى إعادة بناء مؤسساته، وهذا موضوع لن نساوم عليه”، مؤكداً أن “التقاطع وتوسيع مروحة التواصل إلى التيار الوطني الحر هو تحت هذا السقف”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانبة

خبر عاجل