رصد فريق موقع “القوات”
ما ان انتهت القمة العربية مضى حزب الله نحو إظهار قوته النائمة على ضفاف الخط الأزرق منذ حرب تموز 2006، فأعاد “تزييت” مقاتليه في عراضة عسكرية متعددة الأوجه والرسائل، لكن الرسالة الأهم هي للداخل، كون إسرائيل ليست بحاجة أن تعلم مدى قوة حزب الله العسكرية فهي تدرك جيداً وعلى علم بكافة تفاصيلها، لكن “الحزب” أراد توجيه رسالة إلى الداخل والقول، “أنا هنا وبكامل سلاحي”.
ومن المناورة العسكرية إلى المناورة السياسية التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر اعتكافه الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل تأمين 65 صوتاً لمرشح محور الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
بالبداية من مناورة “الحزب” في عرمتى، إذ اعتبر مصدر دبلوماسي عبر “نداء الوطن” ان العراضة العسكرية التي نفذها الحزب “هي دليل تخبط كبير، بعدما اصطدمت كل محاولاته حتى الآن للهيمنة مجدداً على القرار الرئاسي من خلال فرض مرشحه الرئاسي بحائط سميك جداً، فلجأ الى التلويح بقدراته العسكرية، علماً ان قيادته تعلم بأن إيران لن تسمح بأن تتعرض مصالحها الاستراتيجية وتحديداً ما نَص عليه الاتفاق مع السعودية برعاية الصين للخطر، وهي الضامنة لعدم ذهاب جبهة الجنوب الى التوتير مجدداً”.
أما على صعيد مناورة بري، إذ كشف مصدر سياسي نقلاً عن قيادي في محور الممانعة، عن أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وإن كان يتهيّب الموقف ويسعى لإنهاء الشغور الرئاسي، فإنه في المقابل يتريث بالدعوة للجلسة ما لم تكن مضمونة النتائج بتأمين فوز زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، لئلا تتحول إلى مهزلة كسابقاتها من الجلسات.
وأضاف في حديث لـ”الشرق الأوسط”، أن انسداد الأفق أمام انتخاب الرئيس لا يزال قائماً، وبالتالي لن يفرط الرئيس بري بالدعوة للجلسة إلا في حال أن الطريق سالكة سياسياً أمام انتخاب فرنجية، الذي لا يزال يواجه مشكلة في تأمين تأييد 65 نائباً له، وهو العدد المطلوب لانتخابه في دورة الانتخاب الثانية.
ووفق ما تنقل المصادر عن القيادي في محور الممانعة، يحظى حالياً بتأييد 58 نائباً، وهو يحتاج إلى توسيع مروحة التأييد له لضمان حصوله على ما يزيد على 65 نائباً تحسُّباً لتخلّف أكثر من نائب عن تأييده. وقال إن “مجرد تحديد موعد لعقد جلسة الانتخاب يعني من وجهة نظره أن فرنجية سيُنتخب رئيساً للجمهورية”.
من جهتها، أشارت مصادر حزب القوات اللبنانية إلى ان زيارة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب تندرج في اطار التشاور القائم استكمالاً للنقاش الحاصل من مدة وأين وصلت الأمور، وهم لم يحمل مبادرة انما جرى في اللقاء مع رئيس “القوات” سمير جعجع تبادل افكار وما يمكن ان تقوم به القوى السياسية للخروج من حالة الاستعصاء في انتخاب الرئيس.
وقالت المصادر لـ”اللواء”، “نحن اكدنا موقفنا المعروف مستعدون للبحث في أسماء المرشحين والاتصالات قائمة بين اطراف المعارضة للوصول الى تفاهم على مرشح وتأمين 65 صوتاً له، لكن المشكلة ليست عندنا، بل عند الفريق الآخر الذي يطرح مرشح تحدي ويقول عنه انه توافقي”.
توازياً، أشارت مصادر سياسية إلى أن المصير الذي ينتظر علاقة حزب الله برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أن التواصل عن بعد لم ينقطع بينه وبين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، لكنه لا يزال يراوح مكانه.
وأكدت لـ”الشرق الأوسط”، أن مجرد اجتماعه بأمين عام الحزب حسن نصر الله يعني أن أموراً طارئة ستحصل، ولن يدور في حلقة مفرغة، مع الإشارة إلى أن الحزب يتمسك بدعمه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، رافضاً اقتراح باسيل بأن يترك له اختيار اسم المرشح البديل عنه.
وتستبعد أن يكون محور الممانعة على استعداد للانتقال إلى خطة «ب» بحثاً عن مرشح توافقي، ويعزو السبب إلى ثقة حزب الله بفرنجية، ولا يطعنه في الظهر.
وترجّح في ظل المشهد السياسي القائم في البرلمان، التمديد للشغور الرئاسي، وهذا ما يفتح الباب أمام البحث منذ الآن لتدارك الفراغ الناجم عن انتهاء ولاية سلامة على قاعدة رفض تعيين من يخلفه في ظل تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية.