رصد فريق موقع “القوات”
عاد الملف الرئاسي إلى التخبط من جديد بعدما قام التيار الوطني الحر كالعادة بمناورة اعادت الاستحقاق الرئاسي خطوات إلى الوراء، ويبدو أن رئيس التيار النائب جبران باسيل يخشى تداعيات خروجه عن عباءة حزب الله، فابتكر معادلة جديدة اعلنها على لسان النائب آلان عون، بأن التيار لن يقبل إلا بمرشح من داخل تكتل لبنان القوي في محاولة واضحة بأنه لا يزال تحت تأثير سيطرة حزب الله عليه.
وتبعاً لذلك، لم تتحقق أماني المراهنين على تحوُّل وازن في مسار الاستحقاق الرئاسي المعطَّل في لبنان بعد القمة العربية في جدة، والتي اختتمت أعمالها الجمعة الماضي. ويمكن القول إن كل المسارات المؤدية إلى انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، غير سالكة، أقله حتى الآن، في هذا الاتجاه أو ذاك. ما يعني أن زمن ملء الشغور في قصر بعبدا لم يحن بعد، والأمور لا تزال معقدة.
مصادر سياسية معارضة، لم تنتظر المقبل من الأيام لتحسم موقفها. وتقول، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، “لا شك أن موقف النائب آلان عون، أسقط إمكانية التوصل إلى تقاطع على مرشح رئاسي بين المعارضة وبين التيار الوطني الحر”.
وتلفت المصادر ذاتها، إلى أن “ما قدَّمه عون لجهة تبنِّي مرشح من تكتل لبنان القوي، لم يكن مطروحاً في سياق المفاوضات بين المعارضة وبين التيار، والتي استمرت لحوالى الشهر. بالتالي، إن طرحه هذا نسف إمكانية التوصل إلى تبنِّي الفريقين مرشحاً رئاسياً واحداً”.
وترى، أن “هذا النسف مردّه، إما إلى أن النائب باسيل ليس مستعداً لقطع آخر خيوط العلاقة مع حزب الله، وإما لخلافات داخل التيار الوطني الحر ومحاولة لفرض أمر واقع رئاسي داخله”، معتبرةً أنه “في الحالتين، هذه الخطوة، أي بإنهاء فرصة التقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحر، شكَّلت بالمحصلة خدمة لثنائي حزب الله وحركة أمل”.
وتؤكد المصادر عينها، أنه “من المعلوم أن هذا الثنائي قارب بعين القلق التقاطع بين المعارضة والتيار. بالتالي، قدَّم النائب آلان عون له على طبق من فضة، العودة إلى ما كانت عليه الأمور. وكأن هناك من يمهِّد لتسوية بين التيار الوطني الحر من جهة وبين ثنائي حزب الله وحركة أمل من جهة ثانية، على مرشح آخر غير سليمان فرنجية”. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: خاص ـ باسيل يمهِّد لتسوية مع “الثنائي” تطيح فرنجية
من جهتها، اشارت مصادر حزب القوات اللبنانية إلى أن من أوقف التواصل الذي كان قائماً بين المعارضة والتيار الوطني الحر وأسقط احتمال التقاطع بين الفريقين هو النائب آلان عون الذي أصدر موقفاً غريباً مستغرباً بعيداً كل البعد عن كل سياق النقاشات والحوارات التي كانت قائمة خلال شهر كامل.
ولفتت في حديث لـ”الشرق الأوسط”، في رد على سؤال عما إذا كان حصل تواصل بين الطرفين بعد موقف عون الأخير، “إلى الآن لم يحصل التواصل لكن يبدو واضحاً أن التيار وضع قاعدة جديدة لم تكن مطروحة في مرحلة التفاوض، وهي أن شرط تقاطع المعارضة والتيار هو تبني مرشح من الأخير”، معتبرة أن “هذا الأمر يعني أن هناك طرفاً يريد أن يختبئ خلف حجة للقول إنه لا يريد قطع العلاقة مع حزب الله”.
توازياً، ترددت معلومات بأن باسيل التقى المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل خلال زيارته للعاصمة الفرنسية، أخيراً، الا انه لم يعلن عن اللقاء امام وسائل الإعلام كعادته، لان ما تسرب من معلومات بأنه لم يكن حسبما أراده باسيل، لشرح موقفه من الاعتراض على المبادرة الفرنسية ورفضه لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بل سمع كلاما فرنسيا عالي النبرة، وانتقادا لمواقفه وممارساته التي تؤثر سلبا، ليس بالانتخابات الرئاسية ، بل بالأوضاع السياسية والتطورات الحاصلة في لبنان.
وأشارت معلومات “اللواء”، إلى أن باسيل، ألغى بعد زيارته لدوريل، لقاء مع الصحافيين، كان وعدهم به قبل اللقاء لاستيائه من مضمون مقابلة دوريل.