ما إن خرج الى الإعلام إمكان تقاطع المعارضة والتيار الوطني الحر على اسم لرئيس الجمهورية، حتى جنّ جنون “الممانعة”، وتحولت الى وضعية الجهوزية التامة، لرد هذه الصفعة والوقوف بوجهها. هؤلاء أنفسهم قالوا يوماً، “مشكلة الرئاسة مسيحية”، وعند تصويب الأمور ونقض المقولة الهجينة ووضعها في إطارها الصحيح، جن جنونهم أكثر. لا يريد هذا الفريق أن يعتاد على أنه ليس وحده من يقرر مصير اللبنانيين، ولا يريد أن يعترف بغيره. هو غير مستعد لإقامة وزن لا للمسحيين ولا للشركاء الآخرين في الوطن، وهو لا يوفر وسيلة كي ينقض على كل ما يخالف رأيه ومنطقه “الاحتلالي” للبنان وشعبه.
تشعر “الممانعة” بالإهانة، إذا سعت المعارضة الى إسقاط وصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، وتصف هذا الاجماع بالمناورة وبالنكد السياسي اللذين لا يبنيان وطناً، ولا يوصلان الى برّ الأمان. يخرج الناطقون باسمها ناصحين الفريق الآخر بـ”التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق”، كما بتحرير انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وانتخاب رئيس حُرَّ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه”.
عجباً، ما هذه الصحوة المفاجئة، وكأن بفريق الممانعة يقول، وقد حشر لدرجة الهذيان، “ما لي هو لي وحدي، وما لكم هو لي وحدي أيضاً”. إذا كانت كما تدّعون، مشكلة الرئاسة مسيحية، فلماذا هذا الصراخ كله إذا اتفق المسيحيون، أليس هذا ما اتهمتم المسيحيين به وقد اتفقوا على رئيس بعد مناشداتكم”؟ هل لا تزال الممانعة تذكر كم مرة وضع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا يزال، مفاتيح أبواب المجلس النيابي بجيبه، بحجج مضحكة كي يعطل الحياة البرلمانية التي لا تتناسب مع خطة عمل الممانعة؟ لو كان حزب الله وفريقه فعلاً قادرين على إيصال مرشحهم، ألم يكن بري ليهرع الى فتح البرلمان لانتخاب الرئيس الممانع؟
منذ أشهر قليلة، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “أن الفراغ الرئاسي سيطول كثيراً، وربما أكثر بكثير مما طال في المرّة السابقة”، الا يفهم من هذا الموقف أن نصرالله يقول “مرشحي ومرشحي فقط، مهما طال الزمن”، وبالتالي فرض رئيس للجمهورية فرضاً، قبل اللبنانيون أم لم يقبلوا؟
عن أي ديمقراطية يتحدث “الشباب” وهم قدوة في كم الأفواه والضغط على السياديين والخطف والعروض العسكري وتقويض صورة الدولة.
رئيس الجمهورية لكل اللبنانيين، الحق معكم، رئيس الجمهورية ليس لحزب الله ولا لنبيه بري، فتوقفوا أيها المخربون عن ممارساتكم. اللبنانيون أولى برئيس جمهوريتهم من الإيرانيين.