رصد فريق موقع “القوات”
ما بعد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور ليس كما قبله. هذا الترشيح من قبل المعارضة وضع محور الممانعة أمام الامتحان الأصعب وباتت على المحك، فلا عذر لعدم الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الأكيد أن أزعور تفوق من حيث عدد الأصوات على مرشح الممانعة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهذا ما يدفع الثنائي الشيعي إلى عدم الذهاب إلى جلسة يتفوق أزعور فيها. وبالتالي سياسة تعطيل النصاب ستكون أولوية هذا الفريق الذي سيقترع في الدورة الأولى بورقة بيضاء لن تخفي فشلهم في فرض مرشحهم، وبات “الثنائي الشيعي” يشعر أن محركات أزعور أسرع من محركات فرنجية لخوض السباق الرئاسي.
وفي السياق، أشارت مصادر متابعة لحراك بكركي ان لقاء المطران عبد الساتر والسيد نصرالله “اتسم بالوضوح وقد قال كل طرف ما عنده”. وقالت عبر “نداء الوطن”، ان “موفد الراعي وضع الامين العام للحزب حسن نصرالله في تفاصيل حراك البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي واهدافه واصراره على التوافق على رئيس او الذهاب الى الانتخاب.
وتمّ عرض كل ما يحيط بالاستحقاق الرئاسي والواقع الجديد بعد تفاهم القوى المسيحية والمعارضة و”التيار الوطني الحر” ورغبة بكركي باحترام الإرادة المسيحية التي لا تعني تحدياً لأحد.
وذكرت المصادر نفسها أنه اتفق على متابعة قنوات التواصل، وعلى الرغم من الايجابية في الشكل الا ان بكركي لم تتبلغ اي قرار من “حزب الله” بالتنازل او احترام الارادة المسيحية، او التعهد بالاحتكام الى اللعبة الديموقراطية عبر الانتخاب”.
وفي الغضون، من المنتظر ان يزور المطران عبد الساتر في غضون 48 ساعة رئيس مجلس النواب نبيه بري، يؤكد الأخير في مجالسه الخاصة أنه “اضطر” الى ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية “كي يُخرج موضوع انتخابات الرئاسة من حالة المراوحة”، بسبب ما وصفه “رفض القوى المسيحية للحوار المسبق للاتفاق على مرشح يحظى بدعم أغلبية الكتل النيابية”.
وأكد بري أنه سيدعو الى جلسة انتخاب “فور الإعلان عن ترشيح شخصية أخرى غير سليمان”. كما تؤكد مصادر في الثنائي، أن نواب الممانعة “سيصوتون بأوراق بيضاء تجنباً لإظهار الحجم الحقيقي لداعمي ترشيح فرنجية، والذي قد لا يتجاوز الخمسين صوتاً. كما ان الاقتراع بورقة بيضاء سيمكنهم من الاحتفاظ بورقة فرنجية إضافة الى أن ذلك سيمنح الثنائي مساحة من الوقت بانتظار نضوج تسويات أو تفاهمات إقليمية دولية، وبالأخص إيرانية – أميركية، عبر الوسيط العُماني تمنح “حزب الله” تحديداً مخرجاً لائقاً من أزمة ترشيح فرنجية، في ظل رفض مسيحي مطلق له واستنكاف سني درزي عن دعمه”.
وفي سياق متصل، أشارت معلومات “اللواء” إلى أن موعد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية قد يتقرر، هذا الاسبوع، فالجلسة تعقد الخميس أو الاسبوع المقبل.
وفي المعلومات ايضاً ان فريق الثنائي الشيعي يستعد للجلسة على مستوى الورقة البيضاء، بدءاً من 42 ورقة بيضاء، وهي الثلث القانوني المعطل للنصاب، ثم تطيير النصاب على نحو ما يحصل في الجلسات 11 الماضية.
من جهتها، اعتبرت أوساط سياسية ان موقف “الثنائي الشيعي” بات صعباً، لافتة إلى ان بري لا يستطيع من جهة الاستمرار في عدم الدعوة إلى جلسة انتخابية بعد ترشيح المعارضة والتيار الوطني الحر الوزير السابق جهاد أزعور، ولا يَستسهِل من جهة أخرى أن يغامر بعقد جلسة قد يتفوّق أزعور في دورتها الأولى على فرنجية، الأمر الذي سينعكس سلباً على قوة ترشيح رئيس تيار المردة، إضافة إلى انّ فَرط النصاب في الجلسة الثانية سيعزّز حملة المعارضة التي تتهم الحزب وحركة «أمل» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وأشارت الأوساط عبر “الجمهورية” الى ان الكباش الرئاسي سيشتد في المرحلة المقبلة، مشددة على انّ انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم في نهاية المطاف إلّا بالتفاهم والتوافق.