لا تزال عملية العدّ مستمرّة مع بدء “العدّ” العكسي الفعلي لجلسة الأربعاء الرئاسية، فيما ينتظر اللبنانيون الفرج… فهل سيشهد لبنان على ولادة رئيس جديد مع بداية موسم الصيف؟
كل الانشغالات والاهتمامات تؤدي الى الجلسة الرئاسية وسط حالة من الترقّب الشديد لمشهدية انعقادها مع تَصاعد كم كبير من التطورات التي تستبقها، على الرغم من أنّ الجميع يُسَلّم بعدم توصّلها الى اي نتيجة، بحسب ما قالت مصادر متابعة للاتصالات التحضيرية لها لـ”الجمهورية”، مؤكدة انّ “هذه الجلسة لن تعدو كونها جلسة مُحاكاة لتحديد الاحجام ومعرفة حقيقة الاصطفافات وميول الكتلة الوسطية او المترددة بحسابات الداخل”.
وفي هذا المجال، أوضح مصدر نيابي لـ”اللواء” أن الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية أشبه بجلسة “تبرئة الذمم”، من تهم التعطيل، لا سيما مع التوجه الفرنسي الجديد وعزم دول اللقاء الخماسي، على انهاء الشغور، وسط البلوغ بعقوبات، على ان تحسم الاتصالات الجارية بين العواصم الوجهة الاخيرة للمرشح المكتوب له ان يكون رئيساً.
بدورها، أكدت مصادر “الجمهورية” أن كل الاحتمالات مفتوحة في الجلسة الانتخابية الرئاسية الأربعاء المقبل، وكذلك كل الأسلحة متاحة، أبرزها سلاح تطيير النصاب لعدم إيصال أيّ من المرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، لكن الجلسة بالتأكيد ستكون محطة لقراءة نتائجها بعد انتهائها وستدشّن مرحلة جديدة من التعاطي السياسي والرئاسي، ستَشتد فيها لغة الاتهام بالعزل الطائفي قبل السياسي ولهجة تعميق الانقسام العمودي والاصطفاف.
توازياً، أفادت معلومات “نداء الوطن” بأن هناك متابعة دولية للبنان الذي يمر بـ”أيام خطرة” قبل الأربعاء المقبل، وسط تخوّف من “انزلاقات خطرة” تطيح الاستقرار الهش في لبنان، وهذا ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى إيفاد مبعوثه جان إيف لودريان على وجه السرعة الى بيروت والذي يرتقب وصوله بين يوم وآخر.
وإلى حين وصوله، تتجه الأنظار اليوم الى عين التينة على مسافة خمسة أيام من الجلسة الانتخابية الرئاسية، حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري موفدَي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار، في إطار مهمةٍ تُشكّل استكمالاً لبرنامج اللقاءات التي بدأها البطريرك مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
وقالت مصادر تواكب حراك البطريرك لـ”الجمهورية” أن بري عَدّلَ من موقفه بتحديد موعد للوفد بعدما أجريت الاتصالات اللازمة لتوضيح بعض المواقف التي لم تكن تستأهِل أي إشارة سلبية تؤدي الى القطيعة مع بكركي، في ظل المبادرة التي أطلقها الراعي في اتجاه “الثنائي الشيعي” للخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعد زيارته الاخيرة للفاتيكان وباريس.
ولفتت المصادر عبر “الجمهورية” الى انّ المطرانين عبد الساتر والعمار سيخرجان استثنائياً من الصرح البطريركي الذي كان قد أقفل أبوابه منذ الثلاثاء الفائت وحتى السابع عشر من الحالي، للمشاركة في خلوة روحية للمطارنة الموارنة “لأن المهمة وطنية وتستأهِل مثل هذا الاستثناء”.