ترقب مصادر سياسية ما يحمله مبعوث الرئيس الفرنسي، وزير الخارجية الأسبق ايف لو دريان في جعبته لدى زيارته إلى لبنان، من أفكار لتنفيذ مهمته التوافقية بين الأطراف السياسيين، لحل الازمة المتفاقمة الناجمة عن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وبذل المزيد من المساعي لتقريب وجهات نظر الأطراف حول مرشح يحظى بالتوافق فيما بينهم، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
ولاحظت المصادر عبر “اللواء” انه بالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أيام، على تكليف لو دريان بهذه المهمة الرئاسية، في محاولة من الرئيس الفرنسي، لإعادة تلميع التحرك الفرنسي لمساعدة لبنان، وتقديمه بقالب توافقي، لتأمين الحد الأدنى من مستلزمات نجاحه، بعد فشل تنفيذ المبادرة الفرنسية التي ارتكبت على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة وتولي القاضي نواف سلام رئاسة الحكومة، لافتقارها إلى التشاور والتنسيق مع مختلف الأطراف السياسيين، لم يصدر حتى اليوم أي موقف عربي او دولي، من هذا التحرك الفرنسي المستحدث، ما يطرح جملة أسئلة واستفسارات، عما اذا كان هذا الجهد الفرنسي مرحبا به، ومدعوم ولاسيما من دول اللقاء الخماسي الذي تحظى فرنسا بعضويته، ام هناك اعتراضات ورفض، ينتظر ان تتبلور تباعا فيما بعد.
واشارت المصادر إلى ان وقع التحرك الفرنسي الجديد تجاه لبنان، لم يكن مريحا لدى حزب الله وحلفائه وفي مقدمتهم رئيس مجس النواب نبيه بري، الذين لم يصدروا أي مواقف علنية بهذا الخصوص، الا ان بعض وسائل الإعلام الموالية تكشف هذا الاستياء تلميحا او مواربة، وتصر على تمسكها بالمبادرة الفرنسية الأساسية وترشيح فرنجية، بينما تبدي اطراف المعارضة بمكوناتها، انها حققت خطوة إيجابية إلى الأمام، بتحويل وجهة التحرك الفرنسي عن دعم فرنجية، الا انها بالمقابل تعتبر ان اتفاقها على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، يصب في خانة التوافق، وليس استفزاز اي طرف، بعدما تخلت عن مرشحها للرئاسة سابقا النائب ميشال معوض.
الاهم في نظر المصادر ان يستطيع الموفد الرئاسي الفرنسي، تسويق مساعي التوافق التي تشكل العنوان الاساس لمهمته ،في ظل الانقسام السياسي الحاد بين الاطراف المعنيين، وتشبث كل منهما بمواقفه الرافضة لمواقف الآخر.