توجّه النائب سامي الجميل إلى النواب الذين لم يحسموا خيارهم، وذكّر أن “منذ خروج الاحتلال السوري عام 2005، مررنا بجميع أنواع الاضطهاد والمآسي وكان دائماً هدفهم السيطرة على قرار لبنان بالتعطيل، التهديد والترهيب والقتل”.
ولفت في بيان، اليوم الثلاثاء، إلى أن “في البداية كانت الاغتيالات التي بدأت مع الشهيد رفيق الحريري وطالت أعزّ الناس على قلبنا وعلى رأسهم أخي بيار ورفيقي أنطوان غانم، من ثم كان تعطيل المؤسسات وحصار السرايا الحكومية الذي امتد سنتين ولم ينته إلا باحتلال بيروت بقوة السلاح وترهيب أهلها في 7 أيار 2008. انتهت المرحلة الأولى بفرض أمر واقع في اتفاق الدوحة الذي كرّس مفاهيم جديدة خارج الآليات الدستورية”.
وأضاف، “ثم انتقلنا إلى مرحلة جديدة، مرحلة السيطرة على القرار، فاستمر التعطيل في كل استحقاق دستوري واستمرت الاغتيالات، التي توقفت لفترة، مع اغتيال محمد شطح سنة 2013 وفي المحصلة 13 شهيداً و4 محاولات لم تنجح ولكنها تركت أثرها على جسد الناجين”.
وأشار إلى أن “بعد فشل الاخضاع بالقوة انتقلوا إلى الترغيب على وقع تجميد الاستحقاقات الدستورية، من تعطيل تشكيل الحكومات الى تعطيل إجراء الانتخابات النيابية إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية وانتهت هذه المرحلة بفرض انتخاب مرشحهم للرئاسة سنة 2016”.
واعتبر أننا “اليوم في المرحلة الثالثة وهي تكريس موقعهم كآمر ناهٍ وتكريس الوصاية الكاملة على لبنان، إذا نجحوا، فالسنوات المقبلة ستشهد استمرار تغيير هوية لبنان الحضارية المبنية على الحرية والديمقراطية والتعددية”.
وتابع، “هذا هو مسار عشرين سنة مضت، وها هو التحدي أمامنا اليوم. رغم كل ذلك، لم نذهب إلى ترشيح مواجهة ومحاولة كسر الفريق الآخر، بل طرحنا شخصية معتدلة وسطية لنقول اننا لا نريد سوى السيادة والمساواة والشراكة والحرية. فأتى الجواب بالتخوين والاتهامات”.
وقال لهم، “خياركم غداً سيحدد مسار المرحلة المقبلة، فنحن نرفض لغة العنف مقابل العنف والسلاح مقابل السلاح ولدينا فرصة لوضع حد لكل هذا المسار الانحداري واستعادة التوازن في لبنان سلمياً وديمقراطياً. بمعزل عن الخلفيات والتحاليل والمهاترات، الواقع هو أن هناك مجموعة كبيرة من النواب سيقولون كلمتهم غداً، ليس للتحدي، كما يصور البعض، بل للمطالبة بالشراكة والحرية. على الرغم من ان جهاد أزعور يتمتع بكل المواصفات المطلوبة في هذه المرحلة، المهم هو أن نعي جميعا أن القرار هذه المرة بأيدينا وليس أكبر منا وليس خارجياً”.
وشدّد على أن “التصويت لمرشح المقاومة كما سمّاه محمد رعد بالأمس، هو تكريس هيمنة حزب الله على لبنان، التصويت لجهاد أزعور غداً هو تعبير عن رغبتنا بصناعة مستقبلنا ومؤسساتنا واقتصادنا بعيداً عن العنف والفرض وتحت سقف الدستور، أما حرق الأصوات إن كان عبر أوراق بيضاء أو اسم خارج السباق فهو سيصب في خانة من يحاول أن يسخّف حجم انتفاضة نواب لبنان على واقع بلدهم”.
وأوضح أنه “لا فائدة من انتظار الدورة الثانية للتعبير عن الرأي لأن احتمال تطيير النصاب وارداً، فالامتحان هو في الدورة الأولى. أعلم جيداً أن لكل واحد منا تفضيله المحق في شخص الرئيس، ولكن الوقت اليوم هو لتخطي الذات والتفكير بمستقبل بلدنا واولادنا”، وسأل، “في أي لبنان تريدونهم أن يعيشوا؟ لبنان الفرض والعنف واللادولة؟ ام لبنان السيادة والحرية والدستور والشراكة؟ القرار لكم”.