الجلسة الـ12 تكسر إرادة الحزب… أول انتصار

حجم الخط

مرشح الدولة، جهاد أزعور، نال 59 صوتاً، ومرشح الدويلة، سليمان فرنجية 51 صوتاً، ضاع بينهما 14 صوتاً توزعوا في متاهة الاختيارات ورفاهية الوقت وسخافة التحليل، في وقت يحتاج البلاد الى رئيس للجمهورية والى نواب يصوتون باسم الشعب وليس باسم أهوائهم الخاصة ولا باسم ما يسمى “الثنائي الشيعي”. 14 حزيران 2023 الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية، فلتسجل تلك الأمة المنكوبة بسلطتها واحتلالها وعملائها، في سجل الشرف الغائب عنها منذ سنين وسنين، فلتسجل هذه المعلومة الذهبية:

تمكنت الاكثرية النيابية من كسر إرادة الحزب، في فرض مرشح لرئاسة الجمهورية، وتكتلت ضد هيمنة الثنائية الشيعية، وبعد كرّ وفرّ و12 جلسة من المراوحة والمراوغة، وعلى الرغم التهديدات بـ7 ايار جديد، والتلويح بالاغتيالات وما شابه، تمكنت الأكثرية النيابية من كسر كلمة الحزب المهيمن على المفارق السياسية كافة في البلاد، وأخطرها وأهمها رئاسة الجمهورية، وفرضت إيقاعها المعارض منذ الدورة الأولى لتلك الجلسة، الى أن توصلت الى توحيد 70 في المئة من أصوات المجلس لتقول “لا” للهيمنة الحزبية، لا لفرض منطق الدويلة على الدولة، لا للحزب وتهديداته وإرهابه، لا لأي مرشح يدور في فلكه، لا لمراوغات رئيس المجلس الذي يتصرف وكأنها انتخابات عشائرية وليس رئاسية، كما قال الدكتور جعجع، وأخيراً وليس آخراً، لا  الاصوات المرتفعة المهددة بالويل والليل، ولا الأصابع الملوحة بعظائم الأمور ما لم ترضخ الأمة لرغباتها، ممكن أن تؤدي دائماً الى النتيجة المشتهاة من فريق ما يسمى بالممانعين. جلسة 14 حزيران أثبتت أن الصراخ لا يخيفنا، والتهديد لا يردعنا، وأننا كما ولدنا أحراراً مقاومين هكذا سنبقى، وكلما دقّ الخطر على الأبواب ستجدوننا بكامل أسلحتنا، ولا أسلحة لدينا الا الديمقراطية والقانون وصوت الشعب اللبناني الحرّ. هذا ما قالته جلسة انتخاب الرئيس الـ 12 فهل هذا عن جدّ انتصار؟

“اكيد انتصار”، يقول نائب الجمهورية القوية غياث يزبك، “59 صوتاً على الرغم من كل التهديد والترغيب واستخدام كل الوسائل لنتراجع، ولم يتمكنوا من الحصول الا على 51 صوتاً لمرشحهم، الرقم كان متوقعاً، لكن الإعلام الممانع حاول تحوير النتائج كالعادة كي يتمكن جمهوره من ابتلاع النتيجة، هذا انتصار حقيقي لنا ويجب إظهاره في الإعلام الحرّ، حتى من لم ينتخبوا فرنجيه وضيّعوا أصواتهم هباء، كانوا يعرفون أن أصوات أزعور لن تتأثر بحركتهم، وما كان يدعو للسخرية في الجلسة هو الجو الممانع تحديداً، اذ انتخبوا وتركوا القاعة حتى قبل إعلان النتائج، وبالتالي ضيعوا فرصة انعقاد دورة ثانية لأنهم ذاقوا طعم الخسارة في الدورة الاولى، ما معناه أنهم اصلاً شاركوا في الجلسة بطريقة عبثية” يقول يزبك.

هل سيعلن رئيس المجلس عن جلسة لاحقة قريباً؟ لا يتوقع يزبك ذلك خصوصاً أن “رئيس المجلس لا يتصرف أساساً كرئيس للبرلمان إنما كفصيل في حزب، وهو أعلن ذلك بنفسه، لذلك لا يمكن توقع موعد الجلسة الثانية خصوصاً بعد النتائج المخيبة التي حصلوا عليها كممانعين”، يجيب.

كيف تقرأ المعارضة الـ 59 صوتا تلك؟ “يجب التركيز على أن 59 في المئة في البرلمان تمثل أكثر من 59 في المئة من الشعب اللبناني الذي قال لا لفرنجية، وأننا لا نرضخ، لا لفرض مرشح بقوة السلاح أو لهيمنة القرار السياسي، هم سيقولون غير ذلك لأن في الأساس لديهم تفسيرات انقلابية للدستور، وعلى هذا الأساس يتصرفون، لكن نحن سنمضي في المعارضة والمواجهة الى أن نأتي برئيس من خارج منظومة الدويلة تلك، ويمثل فعلاً أكثرية الشعب اللبناني” يؤكد يزبك.

“30 سنة والدولة محكومة بهذه الطريقة المروعة، لم أشهد في حياتي على عبثية مماثلة” يقول بدوره نائب الجمهورية القوية نزيه متى، منتقداً بري الذي رفض إعادة فرز الأصوات بعدما ضاعت إحدى الأوراق، “وبدل ما يكفي بيقول صوت واحد لا بيقدم ولا بيأخّر؟! هيك بيشتغلوا؟! ومن ثم أقفل الجلسة وأقفل الميكروفونات كي لا نعترض وذهب؟! كانوا يعلمون ما سيحصل، لذلك وصفها بري بالجلسة الفولكلورية، لأنها لن تأتي بمرشحهم، ولو كانت عكس ذلك ما كانت لتكون فولكلورية؟! كل تصرفاتهم مخالفة للدستور، وصلنا الى 59 صوتاً وهذا أمر جيد جداً، وكنا لنسجل انتصاراً فعلياً لو توصلنا الى 65 ولو حصلت الدورة الثانية، لكنهم انسحبوا كي لا يحصل هذا الأمر”.

على ماذا تؤكد جلسة 14 حزيران؟ “النتيجة تؤكد أن شريحة كبيرة من النواب لا تؤيد فرنجيه وأنه لم يحظ لا بالإجماع المسيحي ولا الوطني، وهذا إنجاز كبير” يقول متى الذي وجّه لوماً كبيراً للنوب الذين ضيّعوا أصواتهم، “لو تحلى بعض التغيريين والمستقلين بالمسؤولية الوطنية اللازمة، لكنا وصلنا الى الانتصار من الدورة الاولى، ومع ذلك هي بداية جيدة تؤكد ما لا لبس فيه، وهو أن الغالبية ضد هيمنة الحزب على الحياة السياسية في لبنان، وأن التهديد لا يعنينا، ولو كنت شخصياً مكان فرنجية لانسحبت، لأنه خسر الإجماع المسيحي أولاً، وثبت بالأرقام أن 77 في المئة من الأصوات هي ضده، ما يعني أنه باق في السباق الرئاسي لأنه رهينة قرار الحزب الذي يفرضه بالسلاح وليس أكثر”.

هل يتوقع متى انعقاد جلسة قريبة؟ “مع الرئيس بري وهذا الكم من المخالفات الدستورية لا يمكن توقع أي شيء الا ما يعرقل الاستحقاق الرئاسي، طالما هو ليس لمصلحة الثنائي الشيعي”.

متى الجلسة رقم 13؟ نحن لا نؤمن بالرقم النحس، انما نؤمن بالمواجهة والمقاومة والمعارضة لنجعل من الـ 13 رقم الحظ والانتصار للبنان ورئيسه المقبل، وهذا إيمان المناضلين.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل