ترتفع نسبة الانتحار في لبنان بشكل كبير حتى وصلت إلى 66 حالة في 2023 أو أكثر من 3 حالات أسبوعياً، بحسب مدير مركز الدولية للمعلومات جواد عدرا، وبات من الملحّ دق جرس الإنذار في ظل هذا الكم الكبير من الأزمات التي تعصف في البلاد والعباد.
ينقسم هذا الارتفاع الكبير بمعدل الانتحار في لبنان إلى 3 فئات:
ـ المراهقون (14 ـ17 سنة): قد تلعب عوامل عدة دورها في ظاهرة الانتحار لدى هذه الفئة، أهمّها الجو العام الذي يعيشون فيه، ثانياً جائحة كورونا التي أجبرتهم البقاء في المنزل لسنوات وفتّحت عيونهم على فكرة الموت والمرض والخوف والقلق، ثالثاً الوضع الاقتصادي الصعب الذي وصلت إليه البلاد والتي قد تغلق الأبواب أمامهم في حال أرادوا التطلع للمستقبل.
ـ الشباب (من 18 إلى 25 سنة): هذه الفئة التي تضرّرت مباشرة من الأزمة الاقتصادية التي عصفت في البلاد، فقدت الأمل بالمستقبل، وهي عاجزة عن السفر إلى الخارج تجد نفسها مكبّلة لذلك تجد الانتحار السبيل الوحيد للهروب من الواقع المرير.
ـ الراشدون، (ما بين الـ25 والـ45 سنة): الفئة التي مرّت عليها صعوبات عدة وأزمات وحتى معارك واغتيالات، هي عاجزة عن الاهتمام بالعائلة وتحمُّل عبء الحياة، تعتبر أن الهرب من المسؤولية من خلال الانتحار هو السبيل الوحيد.
رنا شبلي، إحدى الشابات اللبنانيات التي تغلّبت على مصاعب الحياة، ترى أن الاكتئاب ليس عيباً، مطالبة الجيل الصاعد بعدم الانطواء على الذات، والحديث عن كل الأفكار التي تدور في العقل أمام الأشخاص المناسبين، القادرين على مساعدة المكتئب، أو الاستعانة بالجمعيات والتي باتت كثيرة، فبعضهم حاضر في أي وقت وأي ساعة عبر الهاتف للمساعدة. وتنصح الأهل بالوقوف إلى جانب أولادهم، ومحاولة استمالتهم ليخبروهم بما يجول في فكرهم أو ما يتعرضون له، ومنعهم من القوقعة في الغرف، حتى يتمكنوا من مساعدتهم قبل فوات الأوان.
أما بالنسبة للراشدين، فتدرك رنا أن الحياة في لبنان صعبة والمسؤولية أصعب، لذلك تتوجه إليهم ببعض الإرشادات التي تخفف من وطأة هذا الضغط، عبر نشر الإيجابية في يومياتهم، إن من خلال توزيع المسؤوليات تجنباً لتراكمها، ما يؤدي إلى كارثة عقلية وجسدية، مطالبة إياهم بالتمويه عن أنفسهم، إن من خلال الجلوس مع الأصدقاء، أو الذهاب إلى أماكن هادئة تساعدهم على تصفية الذهن والتفكير بطرق تساعد على حلحلة الأمور، وغيرها الكثير من الأساليب البسيطة التي تكون بمثابة “تنفيسة” أو تنفس الصعداء، لمعاودة العمل.