موفد ماكرون يغادر الأجواء الرئاسية بحقيبة مليئة بالتناقضات

حجم الخط

رصد فريق موقع “القوات”

انتهت مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان في بيروت، ويتوجه اليوم إلى باريس محملاً بسلة من الانقسامات والآراء المختلفة التي سمعها من الأفرقاء في لبنان.

تلك المهمة التي تطوع لو دريان للقيام بها لم تحمل أي جديد على صعيد الملف الرئاسي، ولم تحرك الشغور الرئاسي قيد أنملة، ويبدو أن الشغور سيعمّر طويلاً، فالزائر الفرنسي لم يأخذ لا حق ولا باطل بل كان شاهداً على تمسك كل فريق بوجهة نظره الرئاسية، واذا كان البعض يلوح بأن باريس لم تتخل عن دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فلماذا لم يدعو رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة وينتخب خلالها فرنجية؟ لكن طبعاً، محور الممانعة لا يملك الأكثرية التي تتيح لفرنجية الفوز، وهنا بيت القصيد ونتائج جلسة 14 حزيران التي اسقطت “الفرض”.

البداية مع نتائج زيارة لو دريان، إذ أشارت معلومات “النهار”، الى ان الموفد الفرنسي سيعود الى بيروت في تموز المقبل بعد ان يعد تقريره للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما انه سيزور السعودية ويتناول معها ازمة الرئاسة اللبنانية مع الخلية المواكبة لهذا الملف في حلقة ولي العهد الامير محمد بن سلمان التي رافقته في زيارته الاخيرة الى باريس.

كما سيزور الدوحة للغاية نفسها علماً ان المعطيات لا تزال تؤكد دعم قطر لترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون.

وفي الغضون، سألت أوساط المواكبة لتحرك الموفد الفرنسي جان ايف  لو دريان، “ما هو مبرر مهمة لو دريان أصلاً؟ ألم يكن الاليزيه على دراية بالوقائع الرئاسية اللبنانية قبل ان يكلف الرئيس إيمانويل ماكرون لو دريان السفر الى لبنان لتقصي الحقائق؟ ورسمت هذه الأوساط علامة استفهام حول قيام باريس بتحديد زيارة موفدها للبنان قبل جلسة 14 الحالي، مع ان الموقف الفرنسي كان شديد الحرص قبل ذلك على إجراء الانتخابات الرئاسية قبل انقضاء حزيران، ملوحاً بفرض العقوبات على المعرقلين. فهل يعني ذلك أن الطرف الفرنسي كان يضمر القفز فوق نتائج 14 حزيران؟

وكشفت الأوساط ذاتها لـ”نداء الوطن” ان الدوائر الفرنسية تلقت “صدمة” بتقاطع المسيحيين على تأييد جهاد ازعور. كما أصيب “الثنائي الشيعي” بـ”صدمة مماثلة نتيجة ما أدى اليه هذا التقاطع في تفوق مرشحه على مرشح “الثنائي”.

وتخلص هذه الأوساط الى القول إنّ ما اسفرت عنه مهمة موفد ماكرون هو إعطاء إشارة الى أنّ الدور الفرنسي المنفرد قد خرج من اللعبة الداخلية في لبنان وقلّ تأثيره فيها. وفي المقابل، صار التركيز على ما سيجري خارج لبنان، ما يعني ان الجلسة الـ 13 لانتخاب الرئيس الجديد لن تنعقد في المدى المنظور. وإذا ما انعقدت فستكون للبصم على ما يقرره هذا الخارج!

توازياً، كشفت مصادر فرنسيّة لـ»الجمهورية» انّ الاليزيه يواكب حركة اتصالات ولقاءات موفدها إلى لبنان جان إيف لو دريان في بيروت، مشيرة الى انّ أجواء بيروت لا تشجّع على القول انّ الموفد الرئاسي الفرنسي قد حقق خطوات متقدمة الى الامام، وفي انتظار التقرير الذي سيعدّه لو دريان، ليس في الإمكان تحديد شكل الخطوة الفرنسية التالية وزمانها».

على ان اللافت للانتباه هو الذي كشفته المصادر عينها، عن حديثها عن نقاشات جرت في بعض الدوائر الفرنسية، فحواها ان باريس لا تستطيع ان تتحمل فشلاً جديداً لها في لبنان، وهو أمر يوجب عليها مقاربات مختلفة للملف اللبناني، وبلغة اكثر حسماً وحزماً».

ولم تفصل المصادر أكثر في ماهية هذه المقاربات وشكل الحسم والحزم، الا انها لم تخرج من حسبانها اللجوء الى التلويح مجدّدا بعقوبات على معطلي الحلّ في لبنان، مشيرة في هذا السياق الى ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي قوله ان «العقوبات واردة وجميع الخيارات مفتوحة».

أما بالنسبة لنغمة الحوار التي ينادي بها فريق محور الممانعة، أشارت مصادر حزب القوات اللبنانية إلى انها تنطلق مقاربتها من ان الحوار لا يكون في اختيار وانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرة الى ان التمسك بالحوار امر غريب، علماً ان تجارب الحوار في لبنان ليست مشجعة لناحية عدم الوصول الى نتيجة بناءة.

وردا على سؤال بأن موقف القوات اللبنانية لم يكن ايجابيا من لقاء الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان ومبادرته، اعتبرت المصادر القواتية لـ”الديار”، ان ميزان القوة الحاسم هو الميزان الداخلي.

ولفتت الى انه صحيح ان هذا الداخل لم ينجح في انتخاب رئيس، ولكن لو كان ميزان القوة الداخلي مائلاً لمصلحة الثنائي الشيعي، لكان نجح في ايصال مرشحه الرئاسي الى قصر بعبدا، انما التنوع السياسي في البرلمان منع فريق الممانعة من تحقيق هدفه.

ونفت ان تكون القوات استهزأت بجولة وزير الخارجية السابق لو دريان، والتباين مع الرئاسة الفرنسية في مبادرتها الاولى طويت، كما لا يمكن ان تنكر القوات المساعي الفرنسية التاريخية لمساعدة لبنان من خلال مؤتمرات باريس، فضلاً عن وقوفها الى جانب الشعب اللبناني.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل